ناقوس الخطر

الرياضة 2023/08/31
...

علي حنون

المُتمعن في عمليات الاستقطاب، التي تُسير عليها فرق أنديتنا، وهي تسير على طريق تأهبها لمنافسات دوري المحترفين لكرة القدم، للموسم الجديد 2023 - 2024، يتأكد أنه لا تُوجد (ولادات) شبابية بين اللاعبين يُعتد بها، ويُعوَل على إمكاناتها الفنية، وأن كُل ما تفعله الفرق هو تبادلها للوجوه فقط، وأن قائمة لاعبي الدوري بقيت منذ مواسم عدة تحتفظ بالأسماء نفسها، وحتى عديد المُحترفين ظلت بعض الأندية تتبادل خدماتهم، ما يُبرهن على أننا أصبحنا نُعاني في جنبتين، الأولى ركون فرق أنديتنا إلى قرار الاستعانة باللاعب الجاهز، على اعتبار أنها تبحث عن الإنجاز ولاسيما فرق الصف الأول، والثانية تعكس ابتعادها عن الاهتمام بفرق الفئات السنية، وأنها باتت - يقينا – لا يعنيها موضوع صناعة اللاعب.
وبلا ريب، فإن الأمرين يأتيان بالخطر الشديد لكرتنا، طالما أن أنديتنا، التي تعتمد عليها المنتخبات الوطنية، ابتعدت عن أداء دورها في جانب صياغة المواهب واستثمار صناعتها وتسويق الكفاءات الصغيرة، وهو حال سيضع - في المستقبل القريب - كرتنا داخل دائرة المُعاناة أكثر، نظير أن الوجوه، التي تتم الاستعانة بها حاليا من قبل الأندية، ولاسيما الجماهيرية منها، إما أن تكون بلغت من العطاء أرذله، أو أنها ستصل قريبا جدا إلى هذه المرحلة، ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر الحقيقي، الذي ربما تبلغ كرتنا شاطئه في غضون مواسم قريبة في حال بقيت هذه السياسة هي السائدة، وهذه الفلسفة هي التي تُدير الرؤية المطروحة.
ولأننا نُدرك أن الفرق، التي تتمتع بقاعدة جماهيرية وتعيش في (بحبوحة) مالية أفضل من الأخرى، هي التي تُشكل بورصة (المزايدة) على الاستقطابات، وهي التي تعتمد عليها مُنتخباتنا في رفدها بأكثر من 80 بالمئة من اللاعبين، فإنه وعلى وفق ما تقدم، يُمكن تسجيل توقعاتنا للمستقبل من خلال رصد الفلسفة غير السليمة لتلك الأندية، وتعاطيها مع الأمر بطريقة لا تنم عن إدراكها لحجم المسؤولية المُلقاة على عاتقها، وهو ما يُؤكده عدم اهتمامها بصناعة اللاعبين الشباب، واعتمادها فقط على سياسة استيراد الوجوه الجاهزة، سواء من (سوق) الدوري الوطني أو من بورصة المسابقات الخارجية.
نعي أن الفرق الكبيرة مُطالبة بتحقيق النتائج الجيدة باستمرار، وعليها ضغوطات جمّة من قبل جماهيرها، إلا أن ذلك لا يُلغي أو يُحجم من حدود مسؤوليتها في رفد المنتخبات الوطنية بالجديد من الأسماء، ما يعني أنها، إلى جانب اهتمامها ببناء فريق يضم لاعبين أصحاب كفاءة وخبرة، يجب عليها أيضا أن تُولي الاهتمام المطلوب للاعبين الشباب، من خلال تأهيل عدد منهم، ومنحهم فرصة التواجد مع الفريق الأول، وبذلك تكون أصابت غايتين في آن واحد، الأولى المساهمة في إبراز الطاقات الواعدة، والثانية السعي لبناء جيل مُتجدد باستمرار من شأنه ديمومة عطاء المنتخبات الوطنية بجودة العطاء، وكذلك ستعمل بسياستها في هذا السياق، على إيجاد سوق رائجة في دعم المسابقة الوطنية بالمواهب الرافدة للكرة
الوطنية.