بلسان الحسين

ثقافة 2023/09/09
...

 حسن عبد راضي


بأيِّ مِدادِ أوجاعٍ سأُملي
        حَرائقَ أضلُعي وشُجونَ ذاتي

وكيــفَ، وكـلُّ ما في الأرض  يَغـلي    
    يُروّي الماءُ أوردةَ الفَلاةِ

يَسيلُ دمي على حَجَرٍ ورَملِ
        وتَغبطُني النجومُ على مَماتي

يَرينَ جراحي العَطشى تُصلّي
        ويَهجسنَ السَّحابَ على لَهاتي

أنا حَقُّ اليَقينِ لدى التَّجلّي
        وهذا الكونُ بعضٌ من لِداتي

مَحلُّ القطبِ في الدُنيا مَحلّي
            وفي قلبي يَنابيعُ الجِهاتِ

ولم يبذلْ كرامُ الناسِ بَذلي
        ولمْ تَعدِلْ صِلاتُهمُ صِلاتي

وحَسبي أنّني القرآنُ عِدلي
            وأنّي كالوضوءِ منَ الصَّلاةِ

وليسَ يُبايعُ الطاغوتَ مِثلي
            سليلُ الباقياتِ الصَّالحاتِ

ولا أعطي يدي إعطاءَ ذلِّ
        ولستُ أقيمُ في كَنفِ الطُّغاةِ

أنا ابنُ دمِ النَّبيّينَ الأجَلِّ
            فإنْ فاخَرتني بدمٍ فهاتِ

وإنّي ثابتٌ في الأرض أصلي
        فخَف أنتَ الرياحَ الذارياتِ

وجاءت لُحمتي من خير غزل
        ومن خير الورى جبلت سُداتي

الى جَدّي انتهى تاريخُ رُسْلِ
            وجاءتْهُ المَعاجزُ ساجداتِ

وإيليّا أبي وقُوامُ كلّي
            وأمّي تاجُ فَخرِ الفاطماتِ

ومَنْ في آيةِ التطهير أهلي
            إذا نُسبوا، سَراةٌ من سَراةِ

فلو طُويَ السما طيَّ السِجِلِّ
        وجفَّ الحبرُ في شَفةِ الدَّواةِ

وجيء بكل جبارٍ عُتُلِّ
        وسُلِّطتْ الديونُ على الدُّناةِ

فَخُذْ من دَوحِهمْ أوطانَ ظلِّ
        وصِحْ بالناسِ حيَّ على النجاةِ

تألَّفَ قبلَ موتِ الشَّمسِ شَملي
           وراحَ معَ الزَّوالِ إلى شَتاتِ

فحدّثني الظلامُ حَديثَ خلِّ
    وأسلمَني النهارُ إلى عُداتي

فَحَولي جَمعُهمْ، واللهُ حَولي
        فلستُ أرى الألوفَ ولا المِئاتِ

وَتَدتُ على عِظيمِ الهَولِ رِجلي
            ووطّنتُ الفؤادَ على الثباتِ

ولستُ أقولُ ليتيَ أو لَعلّي
         وليسَ إلى حِرابِهمُ التفاتي

ولكنّ الكريمَ كريمُ فِعلِ
        وأنْ تعفوا فَخيرُ المَكرُماتِ

بكيتُ لأجلهم فرَمَوا بنبلِ
        رضيعاً لمْ يَطأ طُرقَ الحياةِ

فهُمْ كفرٌ يَصولُ بسيفِ جَهلِ
         يَبيعُ الله في سوقِ الوُلاةِ

كأنّي بالفراتِ غداةَ قَـتـلي
        يَقولُ: لقدْ بَرِئتُ منَ الفُراتِ

وتطحن أضلعي سُرُفاتُ خيلِ
        ورأسي شاهقٌ فوقَ القَـنـاةِ

وينطق واعظاً بلسانِ عذلِ
        ويأبي ذلُّ أنفسهم عِظاتي