الفن ودوره في ترسيخ القيم والأخلاق

ثقافة 2023/09/10
...

 القاهرة: إسراء خليفة 


عقد ملتقى الهناجر الثقافي ندوة بعنوان (الفن ودوره في ترسيخ القيم والأخلاق) في دار الاوبرا المصرية بحضور نخبة من نجوم الفن والثقافة. 

وقالت د. ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى إن “الفن رسالة وله دور كبير في بناء فكر ووجدان وسلوك الفرد، ومن خلاله نطرح قضايا المجتمع المهمة مع تقديم حلول لها، وبدأت علاقة الفن بالإنسان منذ بدء الخليقة، وتفاعل وارتبط بكل الإبداعات الربانيّة وتفاعل مع الأصوات ذات الجرس الموسيقي الجميل صوت زقزقة العصافير، تغريد البلابل”. 

وأضافت أن “الفن والإنسان متلازمان تلازما جعل كل منهما يؤثر في الآخر، ولكن الإنسان هو الأكثر استفادة والأكثر تأثرا، حيث يحقق الفن للإنسان اشباعات روحيّة وتطهره من الطاقات السلبية والسلوكيات العدوانيّة، والإنسان في الحقيقة في غاية الاحتياج لكل روافد القوة الناعمة، والتي يعد التغيير للأفضل هو الوظيفة الأساسية لها وأن القوة الناعمة تجعلنا نؤمن بالتعدد الثقافي، الذي يجعلنا أكثر انسانيّة وأكثر قدرة على التسامح وتقبل الآخر المختلف بصدر رحب”.

من جانبه قال الدكتور رامي عطا صديق أستاذ الصحافة والاعلام إن “الفن واجهة حضارية للمجتمع، تعبر عن رقي المجتمع وهو مؤسسة من المؤسسات المسؤولة عن تشكيل القيم في المجتمع، وتحويل الإنسان إلى كائن تفاعلي، له دور إيجابي بالمجتمع، وعلى مر التاريخ نجد أن هناك العديد من الأعمال الفنيّة ومن الفنانين ممن كان لهم دور كبير في دعم الدولة وان الفن يعد حافظا للذاكرة الجمعية”.

من جانبها أكدت الناقدة الفنية ولاء جمال، أن الفنان يقدم أحاسيسنا على الشاشة، وأن الفن هو أول معلم مع المدرسة والأسرة، نتأثر به ويجعلنا نتشرّب رسالته لنا، ويتوغل في وجداننا وفكرنا بكل قوة، واستعرضت عددا من أسماء الكتاب في الدراما، الذين تميزوا بجدارة في توصيل رسالتهم للمجتمع، والتي تتفق مع قيم وأخلاق المجتمع بسلالة وسحر، والتي مازلت أيضا حتى الآن تحقق نسبة مشاهدة عالية كلما عرضت، رغم مرور سنوات عديدة عليها .

من جانبه أكد الفنان طارق دسوقي، أن مصر أول بلد في العالم عرفت المسرح وصناعة السينما والآلات الموسيقية والكتابة والهندسة المعمارية والرسم والألوان، فكل ما له علاقة بالفن والإبداع والاختراع والابتكار أوله وأساسه مصر، ولذلك تمكنت مصر من الاحتفاظ بهويتها حتى الآن، برغم ما مرت به من أشكال الاستعمار والاحتلال، مشيرا إلى احتياجنا اليوم إلى وضع معايير ومواصفات للمنتج الدرامي يلتزم بها الجميع، بحيث يغوص في مشكلات الناس ويرسخ الهوية وروح الانتماء لدى الشباب، مؤكداً على مفهوم الوحدة الوطنيّة، ويلقي الضوء على فترات ونماذج مشرفة في تاريخ الوطن.. كما واختتمت الندوة بأغانٍ ومعزوفات موسيقيّة أثرت الجلسة إبداعا.