الرباط: وكالات
قال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، أمس الأحد، رصد هزَّة أرضيَّة بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر على بعد 77 كم جنوب غربي مراكش في الساعة 9 صباحاً بالتوقيت المحلي، وذكر المركز أنَّ “هذه الهزة هي التاسعة التي يشعر بها المغرب خلال الـ35 ساعة الماضية”.
وأظهرت لقطات جوية حجم الدمار في مركز زلزال المغرب، الذي راح ضحيته الآلاف بين قتلى وجرحى، وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إنَّ مركز الزلزال الذي ضرب المغرب، ليل الجمعة السبت، يقع بالقرب من بلدة إغيل في ولاية الحوز، على بعد نحو 70 كيلومتراً (43.5 ميلاً) جنوب مراكش.
وأضافت الهيئة أنَّ قوة الزلزال بلغت 6.8 درجات عندما وقع الساعة 11:11 مساء بالتوقيت المحلي (22:11 بتوقيت غرينتش)، مع هزة استمرت عدة ثوان، ولفتت إلى أنَّ مركز الزلزال كان على عمق 18 كيلومتراً (11 ميلاً) تحت سطح الأرض، في حين حددت وكالة الزلازل المغربية مركزه على عمق 8 كيلومترات (5 أميال)، وفي كلتا الحالتين، فإنَّ مثل هذه الزلازل السطحية أكثر خطورة.
وخلّف الزلزال الذي ضرب أجزاء من المغرب دماراً واسعاً في بلدات وقرى من المملكة، وظهرت مشاهد الركام والتشققات في المنازل والشوارع حيث تبحث فرق الإنقاذ عن ناجين محتملين، وأعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 2012 قتيلاً أكثر من 1200 منهم في إقليم الحوز مركز الزلزال و2059 مصاباً من بينهم 1404 بحالة حرجة.
وعاش المغاربة لحظات مرعبة في المناطق التي ضربها الزلزال، وقد شهدت ساعات الفجر الأولى من أمس الأول السبت هزة ضربت مناطق واسعة في البلاد، ونقلت وكالة “رويترز” أنَّ معظم الضحايا قضوا في المناطق الجبلية، خصوصاً أنَّ الزلزال ضرب منطقة جبال الأطلس الكبير، وتصعّب طبيعة المناطق عمل فرق الإنقاذ بسبب الوعورة وبعد المسافات وصعوبة إيصال المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ.
وأعلن الديوان الملكي المغربي ﺣداداً وطنياً لمدة ﺛﻼﺛﺔ أيام وﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم ﻓوق اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟرسمية، وجاء في بيان للديوان الملكي أنَّ الملك المغربي محمد السادس وجَّه خلال اجتماع في القصر الملكي في الرباط بتشكيل ﻠﺟﻧﺔ وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ مستعجل ﻹﻋﺎدة بناء المنازل المدمرة بسبب الزلزال.
كما وجّه الملك المغربي باﻟﺗكفل بالأشخاص الذين صاروا بلا مأوى جراء الزلزال، إضافة إلى التعبئة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم للمواطنين ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة.
واختارت مئات الأسر في مدينة مراكش وسط المغرب، قضاء الليلة الثانية في الساحات والخيام خوفاً من هزات أرضية جديدة، عقب الزلزال الذي ضرب البلاد مساء الجمعة، وخلّف الزلزال انهيارات كثيرة بالمدينة العتيقة التي تعد أبرز معالم مراكش، والتي توجد على مشارف ساحة جامع “الفنا” الشهيرة.
ونشر ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، صوراً لعائلات في مراكش وضعت خياماً بالساحات وتستعد للمبيت فيها لليلة الثانية بعد الزلزال.