أحمد عساف
تعرفت إلى ياس خضر وجها لوجه في دمشق في العام 2010. وبعد عدة لقاءات اتفقت معه على إجراء حوار صحفي لمجلة هنا دمشق. التي تصدر عن الهيأة العامة للإذاعة والتلفزيون في دمشق. استغرق الحوار ثلاث جلسات ونشر في المجلة.
استمرت صداقتي معه لأكثر من سنتين ونصف في دمشق. وبعد الحوار تتالت كتاباتي عنه ولقاءاتي معه في صحف سورية وعربية. وقدمت عنه حلقة تلفزيونية في الفضائية السورية، تحدثت فيها عن صداقتنا وعن شفافيته وتواضعه الكبير وعن
طقوسه.
مازلت احتفظ حتى الآن بتسجيلات حواراتي معه وصوري معه.
ياس خضر صديق عشاق الحياة وعشاق الليل، أمير الشجن العذب والصوت الملكي .
سأتوقف عند بعض الفلاشات السريعة من حواري الطويل المنشور معه في مجلة هنا دمشق .
كيف بدأت صداقتك مع دمشق؟.
- كانت بداية مبكرة بالنسبة لعمري حين ذاك. إذ غنيت أنا والفنانة صباح والفنان وديع الصافي، في حفلة واحدة، في معرض دمشق الدولي. منذ أكثر من أربعين عاما. وكان صوتي قد سبقني إليها. ومن حينها بدأت حالة عشق جميلة بيني وبين دمشق. والآن وبعد اقامتي فيها ولعدة سنوات لم أشعر إلا وأنني في العراق.
روّجوا لموتك أكثر من مرة. لماذا؟
- لست أدري لماذا يحدث معي ذلك. ذات مرة وبينما أنا موّقع على عقد حفلة كبيرة في مكان مهم. ألغوا الحفل بعد أن وصلهم نبأ موتي- الكاذب- والذي سرب نبأ موتي، هو فنان من بلدي كان يغار من شهرتي ومدى نجاح صوتي. في المرة الثانية قرأت نبأ موتي في صحيفة وابتسمت. وها أنت معي في دمشق ونحن في تكسي عمومي. يسألني السائق: أستاذ ياس ( بعدك حي)..
وكنت سألته عن سبب نجاح أغانيه؟
- قال: أنا كنت وما زلت أميل لقصائد مظفر النواب (المحكية)، قصائده تثير فيّ الكثير من الشجن، فأذهب لحالة شغف أكاد أتوحد معها، مع فائق احترامي لكل من غنيت لهم من أشعارهم، وممن لحنوا لي. وإن كنت أعتبر ألحان صديقي طالب القره غولي، هي التي كثيرا ما تناغمت مع شغاف روحي وقلبي. وأضاف إذا اكتمل نص جميل مع لحن عذب وصوت حساس ستولد أغنية خالدة لن ينساها الجمهور.
وعن الأصوات السورية التي نالت إعجابه؟
- قال: الفنان صباح فخري والفنانة ميادة الحناوي.
واسأله لماذا وفي زمنكم في العراق، كانت الأصوات النسائية في عالم الغناء نادرة جداً؟
- ( يبتسم ) نحن الشباب (بطلوع الروح) استطعنا أن نذهب إلى عالم الغناء، في مجتمع عشائري متزمت يعدُّ الغناء عيبا حين ذاك. فكيف نطلب من سيدة أن تغني. الآن تغيرت أحوال الدنيا.
واسأله ماذا عن الجانب الآخر في هواياته؟
- يقول: أحب سباق الخيول، ولدي خيول اسميها على أسماء أغنياتي. مثل البنفسج وغيرها. أتابع كرة القدم بكثير من الشغف، أحب منتخب اسبانيا، ونادي ريال مدريد. وأحب اللاعب كريستيانو رونالدو.
ياس خضر صديقي الغالي النبيل والجميل والأصيل. هل استطيع أن أرثيك في كلمات. وأنا الذي لم أصدق موتك لهذه اللحظة. وأنت الذي كنت تشكو لي وبسخرية مريرة الترويج لموتك. بين اللحظة واللحظة. لن أصدق أنك هكذا وبكل بساطة تغادر، قبل أن ترمي علينا أغنية الوداع. قبل أن تقول لنا كم من الأشياء التي لم تقلها
بعد.
هل كان يلزمك الكثير من الوقت لتقول لنا مثلما كنت تردد لي ونحن في أخريات الليل على أرصفة دمشق: ( العمر بس مرة وحدة..). الفنان الكبير ياس خضر سلام الله عليك، لن ننساك أبدا. سيظل نبضك وإحساس صوتك خالداً في أرواحنا مدى
الحياة.