خط البصرة خرمشهر لنقل المسافرين حصراً

الأولى 2023/09/16
...

 بغداد: شذى الجنابي وحيدر الجابر

يرى مختصون في مشروع الربط السككي بين العراق وإيران فرصة لتطوير البنى التحتيَّة وإعادة بناء الشبكة الوطنيَّة.
المدير العام للشركة العامة للسكك الحديد يونس خالد قال في تصريح لـ"الصباح": إنَّ "الربط السككي بين البصرة- الشلامجة، يعد أحد مشاريع الخطط الاستثمارية لوزارة النقل بتصميم وتنفيذ الملاكات الهندسية للشركة، مع إمكانية الاستعانة بالخبرات الأجنبية عند التنفيذ، بكلفة 202 مليون دولار، فضلاً عن إزالة الألغام الأرضية عن مسار الطريق من قبل الخبراء العراقيين بالشراكة مع إيران". وأضاف خالد أنه "سيتم تأهيل وتطوير منفذ الشلامجة الذي يشهد عبور الآلاف من الزائرين خلال الزيارة الأربعينية، مع جسر ملاحي متحرك على شط العرب مواز لجسر خالد بن الوليد بطول ألف متر وبمدة تصل إلى 18 شهراً بأيدٍ عراقية بنسبة 71 % بالشراكة مع الجانب الإيراني، مع مجسرات صغيرة على القنوات الإروائية ومجسرات أخرى لعبور السيارات"، مشيراً إلى أنَّ "المشروع يتضمن ثلاث محطات إحداها في المنطقة الحدودية والوسطية، وإنشاء البنى التحتية وهذا سيقلل كلفة المشروع إلى 150 مليون دولار وبتمويل الحكومة الاتحادية ضمن الخطة التشغيلية والموازنة الاستثمارية للعام 2023". ويبلغ الطول الكلي للمشروع مع الجسر 36 كم ابتداءً من معبر الشلامجة الحدودي مروراً بقضاء شط العرب عبر الجسر الموازي لجسر خالد بن الوليد وانتهاءً بمنطقة الكزيزة.  وبيّنَ أنَّ "وزارة التخطيط وضعت دراسة جدوى اقتصادية للمشروع ورؤية وحسابات فنية قدمت في العام 2010 لكنه تأخر لعدم توفر التخصيصات ووجود تجاوزات"، لافتاً إلى أنَّ "مبررات إقامة المشروع هو تطوير سلسلة مشاريع السكك الحديد وإعادة بناء الشبكة الوطنية للسكك الحديد القديمة التي دمرها الإرهاب". وأكد مدير سكك الحديد أنَّ "المشروع لن يؤثر في ميناء الفاو الخاص بنقل البضائع والحاويات والمشتقات النفطية، فالربط السككي خاص بخدمة المسافرين لغرض السياحة الدينية والعلاج والتنقل بين البلدين، ولن يتحول لخط تجاري"، مبيناً أنَّ "المشروع سيكون عبر قطارات طريق التنمية وبخط سكة تتميز بمواصفات حديثة تعمل بنظام الكهرباء وبسرعة تصل إلى 300 كم في الساعة مقابل رسوم محددة"، موضحاً أنَّ "خط الشلامجة- البصرة عبارة عن سكة واحدة مزدوجة عبر الحدود وترتبط بالشبكة الوطنية، وبإمكان القطارات المحلية الذهاب إلى إيران، وبإمكان القطارات الإيرانية الوصول إلى العتبات الدينية في كربلاء، بغداد، سامراء".
ويأمل العراق تطوير قطاراته وتحويل عربات المسافرين في بعضها إلى فئة خمسة نجوم على أن ينقل الخط بين 3- 4 ملايين زائر سنوياً وفي موسم واحد خلال الزيارات الدينية. النائب عن محافظة البصرة كاظم الطوكي، يرى أنَّ "العراق محور مهم في المنطقة، وإذا استغل إمكانياته الجغرافية بين الخليج العربي وتركيا فإنه سيستفيد كثيراً"، وأضاف أنَّ "الربط السككي لنقل الأشخاص يندرج ضمن خطط التنمية". وتابع الطوكي في حديثه إلى "الصباح" أنه "يمكن تحقيق عائدات سياحية مهمة تشجع الأجانب على زيارة أو المرور بالعراق في حال انخفضت التكاليف"، مشيراً إلى أنَّ في الربط السككي "فائدة مهمة وهو جزء من طريق التنمية الذي من المقرر أن يربط المنطقة".
ووصف الباحث بالشأن الاقتصادي د. هيثم الخزعلي الربط السككي بأنه أول ربط دولي مع طريق التنمية، كما وصفه بعملية تنمية اقتصادية وتجارية وتطور مهم للبنى التحتية.
وقال الخزعلي في حديث إلى "الصباح": إنَّ "الربط السككي بين العراق وإيران سيكون أول ربط دولي مع طريق التنمية المفترض إقامته بين العراق ودول المنطقة باتجاه أوروبا عبر تركيا"، وأضاف أنَّ "هذا الطريق له فوائد كبيرة اقتصادية تتمثل في إيجاد نظام بنى تحتية حديثة وتوطين للصناعات حول الطريق، كما أنه يوطن مناطق سياحية وتجارية ومدناً سكنية على جانبي الطريق".