يعقوب يوسف جبر
لكلِّ دولةٍ نظامٌ عامٌ يتضمن قواعدَ وضوابطَ مجردةً وعموميَّةً ترتب آثارها على كل المواطنين دون استثناء، والغاية من وضع هذه القواعد المحافظة على النظام العام وحمايته من التصدع والانهيار، ومن مصاديق هذه القواعد ضبط الأمن ومراقبته والسهر على أمن المواطنين، واقتفاء أثر المشتبه بهم، وإلقاء القبض على المتهمين بارتكاب جرائم تهدد السلم الأهلي.
وفي حالة تهاون الجهات الأمنيَّة المختصة مع هؤلاء المخالفين ومساومتهم، فإن ذلك سيفضي إلى تصدع النظام الأمني، وإلحاق الضرر بأمن المواطنين فتنتشر الجرائم، ويفقدون الطمأنينة والثقة بالمؤسسات الأمنية.
إن النظام الأمني الرصين والمستقر هو الأساس المتين لنهوض أية دولة ورخاء مجتمعها وازدهاره.
فبدون الأمن أو لنفترض تصدعه تتعطل جميع النشاطات أو تفتر، مما يسهم في تضرر اقتصاد الدولة.
اما تطوير النظام الأمني فهو من الضرورات استجابة للمتغيرات التقنية الحديثة ووسائل المراقبة والتتبع، كما أنه من ضمن قواعد تطوير الأمن تثقيف المواطن وتوعيته بمستلزمات ذلك، لأن الآثار الأمنية تنعكس على مجريات حياته وطمأنينته.
يعبث بعض المواطنين بالأمن ويتسببون في إضعافه دون وعي منهم بالإضرار التي ستلحق بهم وبجميع أفراد المجتمع.
ومن أمثلة ذلك اعتداء بعضهم على رجال الأمن والشرطة وحتى رجال المرور، تحت مبررات واهية أو بذريعة حق الحرية الشخصية، في حين أن الحرية الحقيقية تعني احترام النظام الامني العام واجتناب الاعتداء على رجالاته. إن أية دولة لا تحرص على تفعيل نظامها الأمني خاصة على المستوى المحلي، فإن مؤسساتها ومواطنيها سيلحقهم الخطر، إضافة إلى تهديد مصالحهم، لذلك حرصت الكثير من الدول على تفعيل أنظمتها الأمنية وتطويرها وتطوير الكوادر الأمنية، لما للنظام الأمني من أهمية على جميع الصعد.
لنفترض انهيار النظام الامني لدولة ما فماذا ستكون النتيجة؟ من المؤكد أن الجماعات المنفلتة الخارجة عن القانون ستنشط وستمارس أعمالها الإجرامية بدون تردد.
ناهيك عن انتشار المجرمين ممن لا يتورعون عن ارتكاب أنواع الجرائم لغياب سلطة الأمن والقانون.
ومن أهم قواعد إرساء الأمن هي بث الوعي الأمني بين المواطنين، لكي يتعاونوا معا إضافة إلى تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية، لكي يسهل عليها تحقيق أهدافها الأمنية منها مراقبة المجرمين والشاذين ومطاردتهم، وتضييق الخناق عليهم وعدم السماح لهم بالانتشار لتهديد السلم الأمني.
إذن يعدُّ النظام الأمني الرصين ركيزةً أساسيَّةً في بناء أية دولةٍ وحماية مواطنيها ومؤسساتها من أية مخاطر.
