الكوت: محمد ناصر
بارينا أباظة، نشأت في بيتٍ أردني شركسي يشكل الفن جزءًا من حياته اليومية.. تشبعت باكرًا بالموسيقى والغناء الراقيين، وحفظت أغنيات أسلافها الشركس، وتربّت على أصوات فيروز وأم كلثوم وآخرين.. تغني باللغة العربيَّة الفصحى لجمالها وتجتهد لتمزج بين الثقافات المختلفة على طاولة الفن..
وقالت بارينا لـ "الصباح": اللغة العربية تعني لي الكثير، وهي طبعًا أصل اللهجات، أتعمّد الغناء بالفصحى للمحافظة على هذا الإرث الجميل، ورسالتي بشكلٍ عامٍ هي إيصال صوتي، فأنا بالأصل مغنيَّةٌ شركسيَّة وطوال سنوات حياتي أغني بلغتي الأم..لكن منذ أربع سنوات بدأت أغني بالعربية، مؤكدة: الشركسيَّة لغة قديمة جدا، عمرها آلاف السنين لبلدي الأم قفقازيا، ونحن كشعبٍ تمَّ تهجيرنا قسريًّا إلى بلدانٍ عدة منها العراق.
وأضافت: لم يكن تركيزي على الفن لوحده لأنني لي عملي الخاص، والفن هواية أطمح إلى صهرها والوصول إلى مراحل مهمّة من خلالها، غنيت ضمن فرقٍ كثيرة، واستطعت خلق توأمة مع مغنيين آخرين لدمج الثقافات، لافتة: حصيلتي أربع أغنياتٍ باللغة الشركسيَّة وواحدةٌ بالعربيَّة وكثيرا ما عملت على الجانب الفولوكلوري القديم وبالوقت نفسه أسعى لوضع لمستي الخاصة على ما أقدم.
وأفادت: أهم محطتين فنيتين هما أغنيتي "ميديا"، و"ليلى" باللغة العربيَّة ومن خلالهما سعيت لتقديم معاناة المرأة، فميديا هي قصة أميرة ابخازية مشهورة في العالم و"ليلى" قصة ليلى العامرية، التي أحبّها قيس بن الملوح، الذي عُرف بأشعاره، لكن لم يتطرق أحدٌ لشعر ليلى، التي أحببتُ أن أقدم مضمونها للناس.
واصلت الفنانة بارينا أباظة: تأثرت بدلال أبو آمنة ولينا شمميان، أما الغناء العراقي فهو محببٌ لدى الجميع، لأن العراق بشكلٍ عامٍ مشبعٌ بالثقافة والتاريخ والقدم والأصالة مما إنعكس على فنه، وشخصيًّا أعشق الاغاني التراثيَّة العراقيَّة مثل "جلجل عليه الرمان" وخلال ما ألمسه من قبل متابعيني العراقيين لديهم حسٌ فنيٌّ ليس موجوداً في أي بلد.