جهود لانتشال جثث ضحايا درنة الليبية من البحر

قضايا عربية ودولية 2023/09/19
...

 طرابلس: وكالات


أعلن مسؤول ليبي تقسيم مدينة درنة - التي ضربتها السيول قبل أسبوع وأدت إلى سقوط آلاف الضحايا - إلى 3 مناطق حسب حجم الضرر، وفي وقت حذّرت فيه الأمم المتحدة من مخاطر تحدق بسدين آخرين شرقي البلاد، ذكر مسؤول محلي أن جهوداً كبيرة تبذل لانتشال جثث الضحايا من البحر بعد أن انجرفت مسافة 3 كيلومترات. 

وقال رئيس غرفة عمليات طوارئ صحة المجتمع التابعة لوزارة الصحة جبريل عبد السلام : إن مدينة درنة تم تقسيمها إلى 3 مناطق، وأضاف أن التقسيم تم بحسب حجم الضرر الذي لحق بكل منطقة، وهي كالتالي: (المنطقة الأولى) وهي المنطقة المتضررة ولا يمكن العيش فيها، ويجب أن تخلى من السكان، عدا فرق الإنقاذ والإسعاف، (المنطقة الثانية) وهي المنطقة الهشَّة التي غمرتها المياه، ولكن العيش فيها يشكِّل خطورة على الأفراد، (المنطقة الثالثة) وهي القابلة للعيش.

كما حذّر عبد السلام - في مؤتمر صحفي للجنة الطوارئ الحكومية في طرابلس - من استعمال مياه الشرب التي مصدرها شبكة المياه الحكومية في درنة خشية تلوثها.

وفي سياق متصل، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من مخاطر تحدق بسدين آخرين شرقي ليبيا، بعد أن ورد أنهما يتحملان كميات هائلة من الضغط المائي عقب إعصار "دانيال" الذي ضرب المنطقة قبل أسبوع.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السدين المعنيين هما سد "وادي جازة" الواقع بين مدينتي درنة وبنغازي، وسد "وادي القطارة" قرب بنغازي.

في المقابل، قالت السلطات الليبية إن كلا السدين في حالة جيدة، ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن السلطات الليبية قولها إنه يجري تركيب مضخات في سد جازة لتخفيف الضغط عليه.

من جانبه، قال مدير إدارة الدفاع المدني والإنقاذ في ليبيا اللواء الطيب بلوط: إن السيول جرفت كثيراً من المباني والسيارات إلى مسافة 3 كيلومترات داخل البحر، وأضاف أن جهوداً كبيرة تبذل لانتشال جثث الضحايا من البحر.

وذكر فريق إغاثة ليبي أن عناصره شاهدوا نحو 600 جثة في البحر قبالة منطقة أم البريقة على مسافة نحو 20 كيلومتراً من درنة، كما ذكر مسعفون من مالطا يساعدون في عمليات البحث أنهم شاهدوا مئات الجثث في عرض البحر، وفي ميناء مدينة درنة، قال مصدر محلي، إن فرقاً من الغواصين تواصل البحث عن الجثث التي جرفها السيل إلى البحر والسواحل.

وفي الأثناء، تتواصل جهود فرق الإسعاف الليبية بمساندة فرق أجنبية للبحث عن المفقودين وجثث القتلى جرَّاء السيول، بعد مرور نحو أسبوع على الفيضانات التي ضربت مدناً في الشرق الليبي وخلفت نحو 11 ألفاً و300 قتيل و10 آلاف و100 مفقود، بحسب آخر الإحصائيات.

وكثَّف الهلال الأحمر الليبي جهوده لتجميع المواد الطبية والغذائية لتلبية احتياجات مدينة درنة وبقية المناطق التي اجتاحتها السيول، كما أرسلت المنظمة فرقاً إغاثية لدعم جهود الإنقاذ والبحث عن الجثث وإسعاف الجرحى، وتواصل فرق الإنقاذ العمل على إزالة أنقاض المباني التي دمرتها السيول، في محاولة لانتشال الجثث والبحث عن مفقودين.

من جهته، قال رئيس جهاز الشرطة البيئية العقيد مصطفى القديم، إنه لم تسجل حالات تسمم في مدينة درنة، مشيراً إلى أن احتمال تضرر المياه الجوفية يبقى قائماً.

وقد باشرت شركات عدة عملية رش مدينة درنة بمواد للتعقيم والوقاية من مخاطر انتشار الأوبئة نتيجة تحلل بعض الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.

وتشمل عمليات التعقيم المرافق الصحية في مدينة درنة، إضافة إلى عدد من الأحياء المنكوبة داخل المدينة، مع مطالبات من عاملين بالقطاع الصحي في درنة بضرورة مباشرة حملة تطعيمات للحماية من الأمراض والأوبئة التي قد تنتشر بعد وقوع الكارثة.

وقد بدأت فرق متطوعة في منطقة مرتوبة (شرقي مدينة درنة) في تغطية قبور ضحايا السيول بالخرسانة خوفاً من انتشار الأوبئة، وأوضح أحد سكان المنطقة أن المقبرة تضم أكثر من ألف جثة من ضحايا السيول في مدينة درنة والمناطق القريبة منها دفنت 

بشكل جماعي.