يونس جلوب العراف
«الحواضن أخطر من التنظيمات الإرهاب يَّة « جملة طالما رددتها في العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، فهذه الحواضن تزيد أعداد الإرهاب يين بحكم الاختلاط والتعايش المشترك بين الجانبين، فتنتقل العدوى الداعشية إلى آخرين لم يكن لهم وجود في جسد الإرهاب الذي يبحث عمّن يقويه وينعش روحه المنهارة، بسبب تلقيه الضربات الموجعة من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي طوال السنوات الماضية.
قرأت تقريرًا صحفيًّا يتحدث فيه خبراء أمميين عن ان «أتباع داعش بالآلاف في سوريا والعراق، ومؤكدين فيه أنه خلال النصف الأول من عام 2023 ظل التهديد الذي يشكله تنظيم داعش «مرتفعا في الأغلب في مناطق الصراع» والى الآن يبدو الكلام معقولًا، كونه يتحدث في العموميات، لكن أن يقولوا إن داعش لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر في سوريا والعراق» فذلك امر يدعو إلى الاستغراب والريبة، فكيف يمكن تحديد عدد الأعداء؟ كما يبرز سؤال في منتهى الأهمية وهو اذا كان هؤلاء الخبراء لديهم كل تلك المعلومات، فلماذا لا يتمُّ القضاء على داعش من خلال تجهيز التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والقوات العراقية بالمعلومات اللازمة، لتنفيذ هجمات منظمة على أوكارهم؟.
وبعيدا عما سبق ذكره أشار الخبراء إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2023 ظلَّ التهديد قائمًا كون مجاميع داعش الإجراميَة قامت بتكييف ستراتيجيتها والاندماج مع السكان المحليين، وتوخي الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة، أثناء إعادة مرحلة إعادة تنظيمها وتجنيد المزيد من المسلحين من المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك الدول المجاورة» وفي هذا يكمن الخطر غير المتوقع حيث إن اندماج داعش مع الأهالي يرفع نسبة الخطورة إلى مستوياتٍ كبيرة وهو ما يستدعي التشديد الأمني على المناطق، التي تعرف بأنها حواضن إرهابية والمشخصة من قبل القوات المسلحة العراقية.
في المقابل لا بد من الانتباه إلى ان الحواضن الجديدة لعصابات داعش الاجراميَّة هي المخيمات، حيث تشير المعلومات التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة إلى أن داعش لا يزال ماضيًّا في برنامجه «أشبال الخلافة»، لتجنيد الأطفال في مخيم الهول المكتظ بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 850 طفلًا، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، في مراكز الاحتجاز وإعادة التأهيل في شمال شرق البلاد، وهنا ستحدث إعادة تأهيل إرهابي، حيث بدأت مخيمات الهول والجدعة بالتحول إلى مدارس جديدةٍ للفكر الداعشي، وقد شاهدت فديوهات نشرتها قنوات فضائية عربية تتحدث فيها الداعشيات عن استمرار تلقين أبنائهن بكل ما هو إجراميٌّ، وهنا لا بدَّ من التخلص من هذه المخيمات وتسفير الأجانب إلى دولهم أو محاكمتهم في العراق وإعدام من يستحق هذه العقوبة من الدواعش العراقيين والأجانب، حتى نتخلص تدريجيًّا من آثار الفكر الداعشي
الإجرامي.