السوداني: الحكومة تبنّت برنامجاً إصلاحياً شاملاً وطموحاً

الأولى 2023/09/23
...

  بغداد: الصباح


جدَّد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في كلمته بالدورة الـ78 لأعمال الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، الحرص على بناءِ سياسة خارجيةٍ مستقلة ومتوازنة، ترتكز على تقريب وجهات النظر والمشتركات، وأن يكونَ العراق مصدر استقرار في محيطهِ الإقليمي والدولي، وجزءًا من الحلِّ في أيِّ مشكلةٍ إقليميةٍ أو دولية،

وبينما نقل تحيات العراق وشعبه الذي كان من بين الدول الخمسين التي أسَّست هذه المنظمةَ العتيدة قبل 78 عاماً، لفت إلى أنَّ الحكومة تبنت برنامجاً إصلاحياً شاملاً، يحمل أولويات حاسمة لتصحيح المسار وإعادة الثقة بالنظام السياسي وتوفير العيش الكريم للمواطن وبناء عراقٍ قوي.

وقال السوداني، في كلمته: إنَّ العراق ما زال بلداً نفطيّاً مهماً، ودولةً محوريةً في سوق الطاقة العالمية، وتتوفر فيه فرص ومشاريع وأعمال مهمة، مبيناً أن الحكومة أطلقت مشروع طريق التنمية وهو القناة البرّية الحيوية الرابطة بين أجزاءٍ اقتصاديةٍ أساسيةٍ في منطقتنا، والطريق الأفضل للتجارة والتبادل الاقتصادي في المنطقة.

وأضاف السوداني، "شخصنا آفة الفساد، وجعلنا محاربتها أولى أولوياتنا، وشرعنا بملاحقة المطلوبين أينما وجدوا، ومهما كانت مناصبهم وانتماءاتهم، وتسليمهم للقضاء"، مطالباً الدول الصديقة والشريكة بـ"مدِّ يد العون والتعاون في مكافحة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة، لأننا نؤمنُ بالترابط بين الفساد والإرهاب".

ولفت إلى التزام جمهورية العراق بمبادئ القانون الدولي، واحترام القرارات الأممية، وتصميمها على إقامة أفضل العلاقات مع الجميع، ولاسيما دول الجوار.

وعبَّر رئيس الوزراء عن رفضه التدخل بشؤون البلد الداخلية تحت أيِّ ذريعة، مشيراً إلى أنَّ الدستور يلزمنا ألّا يكون العراق منطلقاً للاعتداء على الدول الأخرى، ونطالب الجميع باحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه.

وأشار إلى أننا نعمل على تنظيم مؤتمر (بغداد 2023)، للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي، موضحاً أنَّ الحكومة لن تتخذ من سياسة المحاورِ مساراً في علاقاتها، وتتعامل مع الجميع وفق المصلحة الوطنية، وتعزيز مكانة العراق في ساحة التعاون الدولي.

وبشأن العلاقة مع أربيل، قال رئيس الوزراء: تدير الحكومة الاتحادية أفضل العلاقات مع إقليم كردستان العراق، وجميع المحافظات، وهي في حوار مستمرّ مع ممثلي الإقليم، والحكومات المحلية في عموم العراق؛ لتحويل الفرص إلى مشاريع تعزز التنمية والاقتصاد.

ودعا السوداني إلى إقامة تجمّع إقليمي، يضمّ دول شواطئ الخليج، من العراق وإيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي الدول التي ستتعرض أكثر من غيرها لارتفاع درجات الحرارة، مبيناً أنَّ التجمّع يضطلع بتنسيق الجهود الإقليمية لإدارة المياه، ومواجهة التغيرات المناخية، وتعزيز حماية البيئة، والعمل المشترك في مواجهة الجفاف.

وبخصوص آفة المخدرات، لفت إلى أننا نعمل على مواجهة ملف المخدرات بفعالية، بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء. ولا بديل للمجتمع الدولي، ودول المنطقة، إلّا بتكثيف الجهود والتنسيق لمحاربتها، لعلاقتها الوثيقة بالإرهاب، منبها بأنَّ ملف المخدرات يعرقل كلَّ جهود التنمية والاستثمار في الموارد البشرية وتنمية الشباب، وتبنّت حكومتُنا الستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدّرات والمؤثرات العقلية 2023 - 2025.

وذكر السوداني أنَّ الحكومة أطلقت مبادرة (ريادة) للتنمية والتشغيل، لدعم الطلبة والشباب، وتمكينهم، واستثمار الأفكار والمهارات، وتوفير آلاف فرص العمل لهم، كما تشكَّل المجلسُ الأعلى للشباب، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لافتاً إلى جهود الحكومة في برامج تمكين المرأة، ومنحها حقَّها الفعّال بالإسهام في عملية التنمية.

وجدد رئيس الوزراء موقف العراق الواضح والثابت من الحقِّ الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما جدد دعم العراق وحدة سوريا، أرضاً وشعباً، وندعو إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري وتمكينه من بسط سلطته على كامل الأراضي السورية.

وقال السوداني: حان الوقت ليأخذ العراق مكانه الطبيعيَّ في المجتمع الدولي، بعد نجاحه الباهر في محاربة الإرهاب نيابةً عن العالم، والانتصار عليه بمساعدة الأصدقاء والشركاء، منوهاً بأنَّ الشعب العراقيّ سطر بطولاته في مقارعة أعتى المجرمين، وكان الدور البارز للمرجعية الرشيدة المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني وفتواه المباركة، وبسالة القوات الأمنية والعسكرية العراقية في هذه الانتصارات، وإرساء السلم المجتمعي.

وتقدَّم رئيس الوزراء، بخالص التعازي والمواساة والتضامن إلى المملكة المغربيةِ ودولة ليبيا، حكومةً وشعباً، لحدوث كارثتي الزلزال والفيضانات.


نص الكلمة ص3