سعد الراوي
منذ بداية تقديم قوائم المرشحين وإلى الآن وجهت لي أسئلة من قوائم ومرشحين في عدة محافظات عن العتبة الانتخابيَّة للمرشح أو القائمة الانتخابيَّة، سواء كانت حزبية أو ائتلافية وكنت وما زلت أبتعد عن إعطاء أيِّ رقم للعتبة الانتخابيَّة أو سعر المقعد للمرشح، وأوجز ذلك بالآتي:
أولا: لا يمكن إعطاء رقم معين ونقول هذه هي العتبة الانتخابيَّة، وفلان يفوز بمقعد إذا حصل على كذا ألف صوت. فقبل أن نحدد العتبة للقائمة أو لأي مرشح.. أتمنى الإطلاع على المنظومة الانتخابيَّة وكل متطلبات وإجراءات الانتخابات..
حيث في هذه الانتخابات سيحرم أكثر من ثلث مليون ناخب في محافظة الأنبار، وأكثر من نصف مليون في البصرة وأكثر من 900 ألف في نينوى وأكثر من 400 ألف في ذي قار وأكثر من مليونين وربع المليون في بغداد.. إلخ. بسبب القانون الذي اشترط التصويت بالبطاقة البايومتريَّة. فقد يكون مؤيدو تلك القائمة أو المرشح معظمهم ممن لا يمتلكون هذه البطاقة، وهم خارج سجل الناخبين وتذهب أحلام الفوز أدراج الرياح.
ثانياً: العنصر الآخر هو معرفة حجم وقوة القوائم الكثيرة الائتلافيَّة أو الحزبيَّة في كل المحافظة، حيث في كثير من المحافظات تتجاوز 20 قائمةً ائتلافيَّة أو حزبيَّة، فكثرتها يسبب عدم معرفة حجمها الحقيقي، فلا نعرف كم قائمةً ستصل العتبة الانتخابيَّة.
ثالثاً: معرفة قوة المرشحين داخل كل قائمة فقد يحصل مرشح على 10 آلاف صوت، ولكن بقية مرشحي قائمته لم يحصل أيّ منهم على ألف صوت أو كل أصواتهم لم تصل إلى ما حصل عليه وحده، وهذا وارد كون هناك قوائم صممت لأشخاصٍ أقوياء وأتوا بالبقية ليكملوا العتبة ويفوز القوي فيهم، وإذا بهم جميعاً خارج قوائم الفائزين.
رابعاً: العنصر المهم الذي يمنعني من إعطاء أي رقم للعتبة الانتخابيَّة هو أننا لا نعرف نسبة المشاركة، فلها التأثير الكبير على نتائج الانتخابات كقوائم ومرشحين.
فأذكر مثالا واحدا يوضّح تأثير نسبة المشاركة ففي أول انتخابات لمجالس المحافظات بعد 2003م كانت نسبة المشاركة في محافظات الإقليم تقريباً 80 % فكان سعر المقعد أكثر من 30 ألف صوت، بينما في الأنبار كانت نسبة المشاركة أقل من 1% حيث سعر المقعد 94 صوتا فقط، مع العلم أن القانون وطريقة ترسيم الدوائر وتوزيع المقاعد. الخ تمَّ تنفيذها سواسيَّة في كل المحافظات العراقية. فهذا دليلٌ واضحٌ جداً على تأثير نسبة المشاركة على العتبة الانتخابيَّة.
خامساً: أعرج هنا على المرشحين، فهناك أدلةٌ وقرائن على انتخاباتٍ كثيرة مضت تجد في الدائرة الانتخابيَّة نفسها شخصًا حصل على ثلاثة أضعاف ممن فاز في دائرته، أي أن مرشحًا حصل 8500 صوت، ولم يفز وآخر بقائمة أخرى حصل 3000 صوت وفاز.
سادساً: موضوع كوتا المرأة وطريقة توزيعها في المحافظة الواحدة وداخل كل قائمة، فمن يتابع ويحلل نتائج انتخابات سابقة سيجد أن هناك مرشحة حصلت على 5000 صوت لم تفز، وأخرى أقل من ألف صوت فازت. بسبب طريقة توزيع المقاعد وكوتا المرأة. وقد تفوز كثير من المرشحات بأعلى الأصوات في بعض القوائم، ولا نحتاج إلى استبدال رجل فاز بآلاف الأصوات بامرأة لم تحصل سوى 300 صوت، لنكمل كوتا المرأة في تلك الدائرة.
كل ما دون أعلاه هو إيضاحاتٌ مبسطة لمؤثرات حسم العتبة الانتخابيَّة وعدد الأصوات لكل قائمة للفوز وطريقة توزيع المقاعد بين القوائم وداخل كل قائمة، وفق طريقة (سانت ليغو) المعدل وكوتا المرأة. وسأرفق لكم ورقةً تفصّل طريقة احتساب المقاعد بخطواتٍ
مبسطة.
لذا كل ما يقال عن وجود عتبة للقوائم أو للمرشحين، فهي من باب التكهنات ولم تدرس بعمق المنظومة الانتخابيَّة والمعادلة الرياضية لاحتساب المقاعد بدقة وكوتا المرأة، ولا توجد استبياناتٌ واستطلاعٌ للرأي مهني حيادي، يأخذ كل هذه الأسباب ويحدد العتبة الانتخابيَّة بشكلٍ أقرب إلى الواقع.
كل ما دون أعلاه ينطبق على كل المحافظات وكل القوائم والمرشحين.