بيروت: جبار عودة الخطاط
أصيبت الأوساط السياسية في لبنان بإحباط واضح جرَّاء إخفاق لقاء الخماسية الثالث في نيويورك في إصدار بيان حيال الوضع اللبناني، بينما أشار النائب غسان سكاف، إلى “أنّ زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان السابقة قد تكون الأخيرة لبيروت”، في إشارة ضمنية إلى أن الخارج
قد نفض يده من لبنان.
وتبدو دعوة الحوار التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في وضع لا يختلف عن سابقاتها بعد أن اصطدمت برفض قوى أساسية وفي مقدمتها “التيار الوطني الحر” الذي اشترط حضوره للحوار بجملة شروط أبرزها عدم تصدي بري لرئاسة طاولة الحوار وهو ما رفضه الأخير.
في السياق، ذكر السفير الأميركي السابق في لبنان دايفيد ساترفيلد، أنّ انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان “مشكلة لا تُحل عبر الولايات المتحدة الأميركية أو فرنسا أو أي دولة أجنبية”، مشيراً إلى أنّ “المشكلة الأساسية غياب القرار اللبناني”، مؤكداً أنّ “على لبنان اتخاذ
قراراته من أجل مؤسساته» .
فيما أشار النائب علي خريس، خلال تجمع جماهيري في جنوب لبنان إلى أن “لبنان اليوم بحاجة لنا أكثر من أي وقت مضى، لذا لابد من الإسراع في انتظام المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية فلا يجوز بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة من الذرائع وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة أن نبقى بلا رئيس للجمهورية وأن نستمر بالنحو الذي يدار البلد فيه» .
في الأثناء، مازال الغموض يلفُّ مخرجات الاجتماع الثالث لـ”الخماسية” المعنية بالملف اللبناني والذي عقد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن تعذَّر إصدار بيان حيال الأزمة اللبنانية، مراقبون لبنانيون علقوا على ذلك بالقول “ثمة خلافات واضحة بين الدول الخمس، ويبدو أن واشنطن والدوحة والقاهرة في وادٍ والمبادرة الفرنسية التي مثلتها زيارة لودريان لبيروت في وادٍ آخر، بينما لم تتضح حتى الآن معالم الموقف السعودي، في وقت تشير فيه معلومات إلى أن الرياض ترفض ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، وهو ما دعا الزعيم الدرزي المخضرم وليد جنبلاط إلى توجيه انتقاد غير مسبوق للمملكة العربية السعودية مطالباً
بإيضاح موقفها الملتبس» .
وهنا دخل الاستحقاق الرئاسي في لبنان في حلقة مفرغة عجزت الحوارات الداخلية والجهود الخارجية عن اجتراح الحلول الناجعة لفكِّ تعقيده.