باقر صاحب
حياتي...
حياتنا أرجوحةُ خيبات
تعلو إلى أقصى الدمع..
لا تهبطُ إلى أرضٍ مكسوّةٍ بالبهجة
لا تهبطُ إلى نهايةِ مسلسلِ الخيبات.
أنامُ
أنهضُ
أقرأُ
أكتبُ
قصائدَ خيبات
عاقرتْني ستينَ عاماً
حتى أصبحتُ فيلسوفَ خيبات.
يا لها من أرجوحةٍ أبديّة
سماؤها غيومٌ رصاصيَّةٌ من النّحس
وأرضُها صفراء
أوراقُ الخريف
لا تكفُّ عن الهطول .
جئتِ أنتِ
فكنتِ الغيمةَ البيضاء
والورقةَ الخضراء
تعالي
إنزليني من هذه الأرجوحةِ الجدباء
أو تعالي
ارتقي معي
سفوحَ الحب
ومراعي الأمل.
وحدَنا
نصيرُ تلكَ الأرجوحة
سفينةَ نوح
تنجينا من طوفانِ كونٍ
امتلأَ جوراً وظلماً
وحدنا نفعلُ ذلك
بل معنا
زوجانِ من فرسانِ الحق
زوجانِ من زهّادِ الدنيا
زوجانِ من عشّاقِ الليل
زوجانِ من صنّاعِ النور
زوجانِ من شعراءِ المستحيل
- ما قلناهُ أرجوحةُ أحلام، ملكةُ الهشاشة
لن تتسامقَ أعلى من أرجوحةِ خيباتٍ
غليظةٍ مكفهرةٍ جدباء..
لن ترقى إلى سماءٍ ثامنة.