في الطريق الى شجرة الخلود

ثقافة 2023/09/26
...

 لؤي أمين

صدر للكاتب طالب كاظم الحاصل على جائزة عبد الحميد شومان في أدب الطفل عن مسرحيته (حكاية الذئب والبنت ذات الرداء الأحمر) دورة عام 2009 وجائزة الإبداع العراقي في حقل أدب الطفل عام 2019، صدرت قصة للفتيان في كتاب، عن دار ثقافة الأطفال، سلسلة كتب الفتيان، تدور أحداث القصة الخياليَّة عن محاولات صديقين، النسر والوعل، في البحث عن سر الشباب الدائم بعد أنْ نالت منهما الكهولة وذهب شبابهما ووهنت قواهما، وهما في الطريق للبحث عن ذلك السر، التقيا بحكيم الجبل وهو رجلٌ مسنٌ يقيمُ في صومعة صغيرة على السفح، استقبلهما بودٍ ورحب بهما في صومعته، قدم لهما الطعام والشراب كما يليق به كحكيمٍ كريم، أخبرهما بما يعرفه عن المخاطر التي ستعترض طريقهما لو رغبا بالذهاب بحثاً عن سر الشباب الدائم، قال لهما في أقصى الأفق البعيد نمت شجرة كبيرة وارفة الظلال، قرب ينبوع ماء، إنْ استطاعا الوصول إليها عليهما قطف ثمارها وتناولها والشرب من مياه ذلك الينبوع، وسيعود إليهما الشباب وسيكون شباباً دائماً.
تمضي القصة تسرد الرحلة والأحداث القاسية التي مرَّا بها، إذ أنقذا في طريقهما، الجدي الصغير والسنجابة التي ألقت بها العاصفة بعيداً عن صغارها والأفعى التي وقعت عليها صخرة كبيرة، في الأخير انتهت بهم الرحلة تحت ظلال الشجرة المقصودة، شربا من ماء الينبوع وتناولا ثمار الشجرة، ولكنْ أأي تغييرٍ لم يحدث في بِنْيتيهما، فلا الريش تجدد في جناحي النسر ولا حوافر الوعل عادت لامعة وصلبة، شعرا بالحزن، فرحلتهما انتهت بالفشل، ولكنهما انصتا الى ضحكات السنجابة وصغارها والمعزة وصغيرها الجدي والأفعى التي ظهرت من بين الأغصان، إذ قالا للوعل والنسر، أنتما فعلتما المستحيل، لأنكما أنقذتما الجميع وكنتما بطلين حقيقيين جديرين بالثناء، وهنا اكتشف النسر بأنَّه يستطيع التحليق، فحلق حتى وصل أعالي السماء، كذلك فعل الوعل، إذ تسلق السفح كوعلٍ فتيٍ ووصل قمة الجبل في لمح البصر، منذ ذلك اليوم سترى النسر يحلق بين النجوم والوعل ينتصب واقفاً على صخرة القمة.
الكتاب من رسم الفنانة ايفان حكمت.