لم تكن جملة الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدته (أتذكّر السيّاب) “فكُنْ عراقيّاً لتصبح شاعراً يا صاحبي!” الأولى في وصف العراق كونه بلد الشعر، فمنذ بدايات تشكّل العراق كبلد كان منبعاً للتجارب الشعرية الجديد وابتكار الأنواع الشعرية، ابتداءً من كلكامش وملحمته، مروراً بالعصر العبّاسي الذي شكل تجارب شعرية مهمة، كان المتنبي على رأسها، وصولاً إلى الجواهري، والسيّاب وسعدي يوسف وغيرهم الكثير من الشعراء الذي غيّروا في خارطة الشعر العربي.
غير أنَّ ما حدث منذ دخول السوشيال ميديا في حياتنا، قلب المفاهيم الشعرية، حتّى أنَّ المثير من المدوّنين الذي ينشرون بوستات لا تعني شيئاً جمعوها في كتب أطلقوا عليها (شعر)، وأصبحوا من الأسماء المعروفة عراقياً وعربياً.. فضلاً عن استسهال دور النشر العراقية والعربية في طباعة أيَّ كتاب يصل إليهم بمجرّد أن يكون مدفوع الثمن.
والآن، بعد هذه القرون الطويلة من تسيّد العراق شعرياً، هل ما زال العراق بلد الشعر؟