{الخوريات التركمانيَّة}.. جزءٌ أصيلٌ من المقام العراقي

ثقافة 2023/10/04
...

 كركوك : نهضة علي

الغناء التركماني جزءٌ أصيل من التراث الغنائي العراقي، وتعد " الخوريات" التركمانية أحد أنواع المقام العراقي الذي انطلقت منه العديد من الألحان ونسجت على منواله الأغاني، سواء باللهجة الشعبية أو اللغة الفصحى وامتزج مع ألوان الفن الغنائي العراقي.
الموسيقي محمد هاشم الصالحي أكد لـ "الصباح" أن الدراسات الفنية والمختصين في الشأن الفن التراثي تؤكد نشأت المقام في كركوك وانتقل إلى بغداد، وكانت أول بداياته عند التركمان القدماء، الذين تميزوا به مثل مقام " شلتاغ " وهو من أصول تركمانية، ومن أوائل الذين غنوا المقامات
وكانت له مدرسة خاصة في الأداء.
ويضيف الصالحي أن الخوريات تفرعت من المقام العراقي وتقدم على العديد من المقامات مثل البيَّات والحجاز والصبا.. والخ. وعادة ما تغنى في الأفراح الشعبية والمناسبات، لكل مناسبة مقام معين تقدم فيه الخوريات.
ويشير الصالحي إلى إصالة الخوريات ودليل على ذلك أن المقام إلى الآن ما زال يحتفظ بكلمات تركمانية مثل (به بم ، جوزم)، التي تعتبر وصلات ربط في قراءة المقام بقيت إلى اليوم بأصوات كبار قراء المقام.
 ازدهر المقام في القرن العشرين في بغداد وقرأت الكثير من المقامات الكركوكلية وتغيّرت بعض الكلمات، لكن يبقى المعنى الاساسي، وبين أن كل اغنية مستندة إلى مقام سواءً القديمة أو الحديثة. وأضاف أن الفن التركماني في حقبة الستينيات السبيعينيات كلماته عادة مستوحاة من الواقع وتركز على الوجدانيات والتغني بالعشق، وكذلك المآسي والحروب والضغوطات، التي مرّت وعانى منها التركمان كقومية التي انعكست في فنهم في فترة التسعينيات والثمانينيات.
اتسع الفن التركماني بالآونة الأخيرة بسبب وجود الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي وأخذت المجتمعات الأخرى تتذوق الأغنية التركمانية بشكل واسع، حتى استخدم اللحن التركماني وفنهم الشعبي، مثل الأخوة الاكراد وكذلك العرب، وهناك كلمات أغانٍ تركمانية استبدلت إلى كلمات كردية، وأعيدت الأغنية واخرى استبدلت كلماتها إلى العربية وبالعكس وأعيدت
الأغنية.
واشار الصالحي إلى أن هناك الكثير من الشباب ابدعوا في مجال الغناء، مازجين بين المقام والغناء الحديث مثل الشاب مصطفى سميرعلى مستوى العراق، لكن يؤاخذ على الشباب تاثرهم بالثقافة الغربية، موجهًا أن يأخذ بيت المقام العراقي على عاتقه استقطاب الموهوبين في الفن التراثي وقارئي المقام حفاظا عليه كفن اصيل، وأحد ألوان المقام العراقي الذي عرف بالشجن
والتطريب.