سناء الوادي
خرجت إلينا وكالة ناسا للفضاء مذ برهة مطلقةً تحذيرها، الذي أثار مخاوف البعض وتساؤلات البعض الآخر، فأحدث موجةً من البرامج الحوارية مع ذوي الاختصاص على وسائل الإعلام، وانطلقت عشرات الفيديوهات على مواقع التواصل، التي تناقش مدى ارتباط هذه التحذيرات مع الكوارث الطبيعية، التي أصابت بعض الدول في الآونة الأخيرة، والتي تحوم حولها علامات الاستفهام دون الحصول على إجاباتٍ علميةٍ مقنعة، ناهيك عن تكهنات العرافين بما قد حدث وسيحدث عالمياً.
هذا فقد أفادت ناسا بحدوث انقطاع للإنترنت على مستوى العالم في الحادي عشر من تشرين الأول الحالي قد يمتد لأيامٍ إلى لشهور إلى أكثر من ذلك، وعزت السبب لكون النشاط الشمسي في هذه الفترة قد يصل لذروته، محدثاً عاصفة ما يعني انطلاق رياح شمسية باتجاه الأرض محمّلة بجسيمات مشحونة مغناطيسياً وغبار شمسي سيؤثر حكماً على الأقمار الصناعية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ما معناه انقطاع الانترنت وتعطل كل التكنولوجيا الحديثة القائمة أساساً عليه في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، طبعاً كان ذلك وفقاً للمعلومات المرسلة من المسبار الشمسي باركر الذي اُخترع عام 2018م بشكلٍ خاصٍ لدراسة الشمس عند بلوغه ذروة الاقتراب من الشمس بمسافة ستة ملايين كلم.
وفي هذا الإطار فإن القلق والترقب الذي يعتري كبريات الشركات المعتمدة على النت والتي تعمل بالتحكم عن طريق الأقمار الصناعية كشركات السلاح ومصانع الهواتف النقالة، التي ستهوي أسهمها للقيمة الصفرية، إذا ما حدث ذلك ناهيك عن البنوك التي تتعامل بالعملات الرقميَّة المشفرة، ومحطات التوليد للطاقة الكهربائيَّة والغازيَّة المرتكزة كذلك على الانترنت في نظم التشغيل، يفوق القلق الذي يشعر به الناس بعدما غدا الانترنت الجزء الأكثر أهمية في حياتهم وأعمالهم، لكن هل من علاقة بين حدوث العاصفة الشمسية في هذا التوقيت بالذات وبين البيان الذي نشرته شركة ican “ إيكان “ للإنترنت حول قيامها بتغيير أماكن السيرفرات الخاصة بها وتعديل شفراتها ما يسبب انقطاع محدود وقصير لهذه الخدمة، فكان التاريخ بالرابع من تشرين الأول إذا ما حصل طارئ سيؤجل للحادي عشر منه.
فلنسافر في ذاكرة الماضي للعام 1859م لذاك الحدث الفلكي الخطير الذي سمي حدث كارينغتون نسبة للعالم البريطاني “ريتشارد كارينغتون” عندما ضربت عاصفة شمسية الكرة الأرضية توقفت على إثرها العديد من محطات التوليد حول العالم، وقدر هذا الانفجار الشمسي بما يعادل تفجير سبع عشرة قنبلة نوويَّة بقوة واحد ميغا طن، ومع ذلك فإن الحياة عادت لطبيعتها بعد وقت قصير واستمرت البشرية بالتطور.
وفي منحى آخر، فالنبوءة الأولى لانهيار خدمة الانترنت كانت لأحد الآباء المؤسسين له روبيرت ميتكالف عام 1995م قائلاً إنّه سينهار انهياراً كارثياً ذات يوم، أعقبه الأكاديمي البريطاني أندرو أليس المتخصص بالألياف البصرية، فأشار في مقالٍ له عام 2015 إلى أن الحد الأقصى لحركة المرور عبر هذه الألياف سيكون في عام 2023م حيث وصل حجم تبادل المعلومات 100 ميغا بايت كل 400 جزء من الثانية في عام 2014م.
وبين هذا وذاك تترابط الأحداث مع نبوءات المتنبئين والعرافين، وأسرار الوميض الأزرق الذي سبق الكوارث التي أصابت بلدانًا عدة مؤخراً، وشاهدته أعين الناس ورصدته الكاميرات، وبين سلسلة الحرائق الضخمة المفتعلة، التي أرجعوها للتغير المناخي الشاذ الحالي، فضلاً عن القنبلة التي فجرها البرلمان المكسيكي منذ أيام عندما عرض جثثاً يقال إنها لفضائيين عثر عليهم في البيرو، وسط اهتمام بالغ للعلماء بدراسة هذه الجثث والتأكد من صحة هذه الإدعاءات، كل ما سبق يبرر طفو نظرية المليار الذهبي مجدداً إلى الواجهة، والتي تتبناها الماسونية العالمية، بصفتها العين التي تحمي الكوكب من التزايد السكاني المبالغ به، بما يتعدى الموارد الموجودة على سطحه، فتحيك المكائد وتنفّذ الخطط بأيدي رجالاتها الأثرياء، الذين يستحقون الحياة فتفديهم بمئات الملايين من البشر، فهم الأقل أهمية ويستنزفون موارد الأرض وخيراتها وعلى الأغلب، فإن الدول النامية ذات الشعوب الفقيرة والمساحة المكانيَّة الغنية بالثروات كانوا ضمن هذا التصنيف – فليفنَ الكثير ليعيش القليل بسعادة – ولهذا كانت السيناريوهات المطروحة منذ عدة أعوام كتحديد النسل وافتعال الحروب والنزاعات لتقليل عدد السكان، وما نلاحظه الآن من الترويج للمثلية عالمياً، وانتشارها كالنار في الهشيم، ناهيك عن مشروع هارب الأميركي، الذي تشوبه الكثير من الاتهامات حول افتعال الزلازل والأعاصير كحلول سريعة، تؤتي ثمارها بإبادة الكثير من البشر في وقت سريع، ولا يمكن في حال من الأحوال أن نتجاهل ما يسعى إليه الملياردير إيلون ماسك من السيطرة على الفضاء، عبر مجموعة ستار لينك وهو ما تحاربه بشدة روسيا والصين، لأن ذلك يعني انهيار شبكات الجيل الخامس، قبل ان تبدأ حتّى فقد هددت الصين بتدمير أقمار ماسك، خاصة بعد توقيع عقد بين سبيس إكس ووزارة الدفاع الأمريكية لتطوير تقنية تعتمد على منصة ستار لينك، تتضمن امتلاك الأدوات الحساسة لتعقب الأسلحة الفرط الصوتية، ولربما قطع الانترنت المار عبر الكابلات البحرية، سيكون الدعاية المثلى لذلك الفضائي، إيماناً من ماسك بان العالم سيصبح في وضع كارثي بدون الانترنت، وستتسابق إليه الدول والشركات للاشتراك بستار لينك، ومن الممكن أن يتعدّى الموضوع فكرة ستار لينك، ليصيب العالم حدثا تاريخيا أثناء قطع الانترنت يؤشر لبداية نظام عالمي جديد تقوده الماسونية تتحكم به بالعقول البشرية.