بغداد: هدى العزاوي
أشار مختصون في الشأن السياسي والدولي، بأن العراق لا يمكن أن يستعيد مكانته السياسية في الأوساط الدولية من خلال المهرجانات والبرامج الفنية، مبينين أن استعادة مكانة العراق تكون من خلال إعادة نظر جذرية شاملة لتعميق وتجذير سياسته الخارجية.
رئيس مركز العراق للدراسات الستراتيجية، الدكتور غازي فيصل، بيّن في حديث لـ"الصباح"، بأن "العراق - بعد عشرون عاماً - وعلى صعيد العلاقات الدولية بين الشرق والغرب بحاجة إلى إعادة نظر جذرية شاملة لتعميق وتجذير سياسته الخارجية" .
وأضاف، أن "العراق اليوم استطاع ومن خلال حكومة السوداني التحول من العلاقات الأحادية إلى العلاقات متعددة الأطراف على الصعيد الإقليمي إذ حصل الانفتاح على المملكة العربية السعودية وتوقيع اتفاقية لتشكيل المجلس الاقتصادي المشترك والانفتاح على بلدان الخليج العربي خصوصاً الإمارات وقطر إضافة إلى البحرين، كما انفتح العراق في سياسته الخارجية على الأردن ومصر وعبر اجتماعات القمة الثلاثية لتوثيق علاقات الشراكة الستراتيجية الأمنية والاقتصادية والسياسية وتحقيق التكامل على مختلف الأصعدة، إضافة إلى مؤتمري بغداد الإقليمي الإول والثاني الذي ضم الرئيس الفرنسي وممثلي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إضافة إلى مجموعة من الدول، وكل ذلك شكل تحولات مهمة في طبيعة السياسة الخارجية للعراق" .
ولفت إلى أنه "يمكن - ومن خلال ما ذكر آنفاً - أن يستعيد العراق مكانته دون التفريط بالثوابت الوطنية، إذ لا يمكن أن يستعيد مكانته بين الأوساط الدولية من خلال المهرجانات والبرامج الفنية، خاصة وأن الكثير من الآفاق فتحت أبوابها عبر مشروع طريق التنمية، ليتحول العراق من بلد تقليدي على صعيد الشرق الأوسط إلى بلد يمتلك علاقات ستراتيجية قوية، بجانب خط نقل الغاز من قطر
إلى تركيا عن طريق العراق ومن ثم إلى أوروبا، وكل هذا يشكل اتجاهاً بأن يكون العراق لاعباً ستراتيجياً مهماً على الصعيد الإقليمي" .
من جانبه، بيّن رئيس مركز "الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات" علي مهدي الأعرجي، في حديث لـ"الصباح"، بأن "عودة العراق إلى الأدوار الدولية تكن من خلال الحضور المتميز في المحافل الدولية وإشراك الفواعل السياسية في حل الأزمات العامة، كذلك أن يجري وضع نظام المماثلة في تبادل سمات الدخول ورفع مكانة وأهمية الجواز العراقي، وأن تلعب البعثات العراقية دور مميز في رسم العلاقات العامة، وهنا يظهر دور السياسية الخارجية بشكل جلي، وقد شهدنا في سنوات قليلة ماضية نشاطاً مميزاً في رسم العلاقات السعودية الإيرانية، حيث عملت الحكومة آنذاك إلى خلق معسكر توازن دون السقوط في هاوية الانحياز إلى أحد البلدين ومن غير أن تضر في العلاقات مع العراق، هكذا نهج كفيل ان يعيدنا إلى الساحة الدولية" .
وأضاف، أن "التبادل التجاري يفرض قوة حقيقية على الأرض من نتائجها أن تغير رسم سياسية البلدان، فما نعانيه من أزمة مياه مع تركيا يمكن أن تحل في كم التبادل التجاري بين البلدين الذي يصل إلى 24 مليار دولار، هكذا عوامل من شأنها تعيد العراق إلى الساحة الدولية كلاعب قوي مؤثر" .
ولفت إلى أنه، "بالتاكيد فإن هذا الانخراط في الشأن العام لا يأتي من نشاط سياسي خارجي بل يعتمد أيضاً على إعادة مقاليد الأمور إلى الجانب الداخلي، فالاستتباب السياسي والأمني يقتل ويمنع حالة التشظي والتشرذم في الواقع السياسي"، وتابع: "لكن إلى اليوم مع الأسف لم ترسم سياسة موحدة للبلد، وما زال هناك صراع كبير بين المركز والإقليم، لذا من المفترض إعادة رسم الصف الداخلي للبيت العراقي والانطلاق إلى رسم سياسية دولية تعيده إلى مكانته السابقة، ولا نقصد عقود (الحقبة الصدامية) بل عقود الملكية وانطلاق الجمهورية" .
تحرير: محمد الأنصاري