بغداد: نوارة محمد
الكاتب والناقد الدكتور جمال حسن العتابي الذي ولد عام 1946 في الناصرية اسمٌ برز في المشهد الثقافي، والسياسي والاجتماعي على حد سواء، إذ عُرف صحافيًا بارعًا ومصممًا وخطاطًا منذ نهاية ستينات القرن الماضي. واشتغالاته في الأدب وفنونه لم تمنعه من ممارسة دوره السياسي والاجتماعي، حيث شغل منصب المدير العام لعدد من دوائر الدولة العراقية كان من بينها وزارة الثقافة العراقية منذ عام 2003، ودائرة الفنون التشكيليّة.
العتابي الذي صدر له: «مدن الضفاف العراقية، وكلمات متقاربة المدى، وأفق مفتوح.. مقالات نقدية في السرد، وداخل المكان.. المدن روح ومعنى، المثول أمام الجمال.. قراءات في النقد التشكيلي، ومنازل العطراني» يحُدثنا عن فكرة كتابه المقبل، كما يبين في حديث لـ (الصباح) أن «علينا أن ندرك المعنى أو المغزى والغاية التي تتحقق بصدور الكتاب، في أي جنس؟ أو ميدان ابداعي، حين يجد الكاتب متسعًا لاحتواء افكاره في مطبوع، عليه أن لا يتردد». ويقول: شخصيًا أعدّ الكتاب الجديد حالة من بعث الحياة والتجدد، يتفاعل معه القراء بشكل إيجابي، ليست الغاية هنا أن يضيف الكاتب لسجله من المؤلفات رقمًا جديدًا، لا يلقى القبول والاهتمام، فنجاح الكاتب يعتمد على انتشار كتابه، وقبوله لدى الجمهور، وما يتركه من أثر معرفي، وأدبي، في المشهد الثقافي.
ويضيف: أزعم أن بعض اصداراتي حققت نجاحًا اعتز به، أقيس ذلك على عدد الدراسات النقديّة التي تصدت لتلك الاصدارات واذكر منها على سبيل المثال (داخل المكان، وروايتي الجديدة: منازل العطراني). أما عن مشروعه المقبل الذي ينتظر صدوره قريبًا عن دار الشؤون الثقافيّة، فيقول: هو كتاب (أبواب الى المعنى)، يتضمن دراسات نقديّة متعددة ومتنوّعة، مبوّبة حسب جنسها الاديب في: التشكيل، الرواية، الشعر، في ذاكرة الشخصيات، ومراجعة لعدد من الكتب التي اختصت بتاريخ العراق الحديث.
ويعتقد أنّ هذا النمط من الكتابات من شأنها تحقيق حوارات ثرية لاحقة تعمق صلتنا بأنفسنا من جهة، والآخر المتعدد الرؤى والقراءات من جهة أخرى.. تلك الحوارات والقراءات سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، مع ما اورده الكاتب أو تناوله، نرى أنها أسئلة وأجوبة قائمة وجديرة بالانتباه، كونها تفتح أمامنا نوافذ جديدة نحو التفاعل
الثقافي.