علي شبيب ورد
أقام اتحاد الأدباء الكورد في دهوك وعلى مدى يومين (مهرجان دهوك الثقافي السادس) الذي تنوعت فعالياته بين الشعر والسرد والنقد والثقافة. وقد لمسنا طيلة أيام وليالي المهرجان، حسن استقبال وكرم ضيافة وحميميّة صداقة وجزالة محبّة، وكان جمال طبيعة كردستان الحبيبة، نابضًا بالمودة لنا، من خلال اشراق وجوه الأدباء الكورد، ونبضات قلوبهم، وبلاغة تعابيرهم. لم تتمكن لغاتنا المختلفة من إبعادنا عن بعض، إذ تبادلنا رسائلنا الأدبيّة والثقافيّة والإنسانيّة من دون عراقيل، فالثقافة عابرة للحدود بكل تنويعاتها وتبايناتها.
وما يتعلق بفعاليات مهرجان دهوك الثقافي السادس الذي نظم برعاية محافظ دهوك د.علي تتر، فقد كشفت عن حسن إدارتها ومهارة تنسيقها والتزامها بالوقت المحدد والموضوع المتناول. لذا نثمن جهود رئيس الاتحاد والهيأة الإدارية، وجميع المساهمين والمشاركين فيه، وذلك لدورهم البارز في إنجاح المهرجان.
جرى الافتتاح في صباح اليوم الأول للمهرجان، رشيقًا على قاعة المؤتمرات في جامعة دهوك، وبإدارة الأستاذ سلام بالايي، وبعد كلمة رئيس الاتحاد حسن سليفاني الترحيبيّة، وكلمة المحافظ، استمعنا لقراءات شعريّة لعدد محدود من الشعراء. وبعد استراحة لمدة ربع ساعة، أدار الأستاذ محمد عبد الله الجلسة الأولى التي تضمنت:
- (موطن الأدب الكلاسيكي الكوردي/ الكرمانجي/ الشاعر ملا محمود حميدي أنموذجا) للأستاذ تحسين دوسكي.
- (كورد خوراسان وحال الأدب الكوردي) للأستاذ علي رضا سباهي.
- (الأدب الكلاسيكي، وانقسام اللغة الكوردية/ اللهجة الكرمانجية) للأستاذ د. زرار صديق.
في الساعة الرابعة عصرًا، وعلى قاعة اتحاد الأدباء الكورد – دهوك، بدأت الجلسة الثانية التي أدارها الأستاذ بيار بافي، وبالأوراق النقديّة التالية:
- (قوة المرأة في الميثيولوجيا الكورديّة) للأستاذ إحسان جولميركي.
- (الأسطورة والكائنات الحيّة لدى الأيزيديين) للأستاذ كوفان خانكي.
- (مراحل ظهور الأسطورة وتأثيرها على الشعب الكوردي) للأستاذ جميل محمد شيلازي.
وبانتهاء الاستراحة، امتلأت القاعة بالحضور والانتباه لقراءات عدد قليل من الشعراء، الذين نالوا استحسان الجمهور، وتفاعله مع القصائد، ولم نشعر بالملل الذي عادة ما تخلقه كثرة الشعراء.
في صباح اليوم الثاني وعلى قاعة الاتحاد، قدمت الجلسة الثالثة من قبل الأستاذ حكيم عبد الله، وشملت الجلسة الأوراق:
- (صورة المرأة في قصص كتاب قصص الرجال في بادينان) للدكتورة نفيسة إسماعيل حاجي.
- (أنواع ومراحل القصة القصيرة في بادينان) للدكتور عارف حيتو.
- (مرايا القصة الكوردية في غرب كردستان) للأستاذ إبراهيم محمود.
وفي الساعة 11,45 بدأت (الجلسة الرابعة) بإدارة الأستاذ شمال ئاكره يي، وبالورقتين التاليتين:
- (شعر – يارسان – ودوره في الحركة الثقافية لمنطقة كه رميان) للأستاذ رزكار جباري.
- (عبد الرحيم رحمي هكاري والشعر) للدكتور شوكت سندي.
أما الجلسة الخامسة فقد أدارها الأستاذ عصمت محمد بدل في الساعة الرابعة عصرًا، حيث قدم فيها الدكتور نعمة الله حامد نهيلي ورقة بعنوان (في النقد الأدبي) والأستاذ علوان السلمان ورقة بعنوان (إضاءات نقديّة في نصوص شعرية كردية).
وبعد استراحة قصيرة، استمتعنا بقراءات شعرية كردية وعربية، تلتها تفاصيل متنوعة تتعلق بحفل الختام، الذي أنهى متعتنا بهذا اللقاء الثقافي والإنساني الجاد والمدهش.
لقد أمضينا أوقاتا جميلة لا تنسى، أمضيناها بين أحبة كرماء في كل شيء، ومع طبيعة عالجت عيوننا بمفاتنها، وشنّفَتْ مسامعنا بألحانها، وطيّبتْ أنوفنا بعبق طيوبها.
ولسوف يبقى هذا المهرجان طرياً في ذاكرة الثقافة العراقية على مر الأزمنة، ومؤثرا ومثيرا لاهتمام الآتين، لما يتضمن من فقرات وفعاليات منتجة ومغرية لذائقة التلقي ثقافيا وانسانيا. نكرر شكرنا للقائمين على لم شمل فعاليات هذا المهرجان الثقافي المتميز، وعرضها بأزياء ملونة بتفاصيلها المتباينة، الغنّاء التي نجحت في لمِّ شمل التباين في لغاتنا وأفكارنا
وتطلعاتنا.