{طوفان الأقصى} يواصل اجتياح مستوطنات الكيان

قضايا عربية ودولية 2023/10/09
...

 القدس المحتلة: وكالات

تواصلت أمس الأحد لليوم الثاني على التوالي، عمليات "طوفان الأقصى" التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد قوات ومراكز ومستوطنات الكيان الإسرائيلي، وفي وقت وثقت فيه الكاميرات حالة الاكتظاظ في مطار "بن غوريون" لآلاف اليهود الذي يحاولون الفرار من تل أبيب، نفذت المقاومة الفلسطينية قصفاً بقرابة 3 آلاف صاروخ على مستوطنات وبلدات الاحتلال.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن نحو 350 إسرائيلياً لا يزالون في عداد المفقودين، وأضافت: "لا يزال هناك فلسطينيون في إسرائيل"، بعد مرور يوم كامل على العملية الفلسطينية، وأكد الإعلام الإسرائيلي: "مرت 24 ساعة، وما زالت المعارك مستمرة في كفار غزة وبئيري، ولم يتم تحقيق السيطرة على مناطق سديروت وزكيم ورعيم وصوفا".

وأفادت، بأنّ "طائرة من دون طيار من جهة غزة تسللت باتجاه إسرائيل، وصفارات الإنذار دوّت في مستوطنات الغلاف"، ونقلت عن قيادة الجبهة الداخلية بأنّ "طائرة من دون طيار اخترقت منطقة تكوما غرب النقب الشمالي".

واعترفت وزارة الصحة الإسرائيلية، بارتفاع حصيلة القتلى إلى 350، والجرحى إلى 1864، منهم 19 بحالة موت سريري و326 بحالة خطرة.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ "من بين القتلى في صفوف الجيش في غلاف غزة (قائد كتيبة الاتصالات)، و(نائب قائد وحدة ماجلان)، وقائد سرية، وقائد فصيل في قيادة الجبهة الداخلية، و(قائد كتيبة الحوسبة 481( وقائد طاقم في وحدة (دوفدوفان)".

كما اعترفت "إسرائيل" أمس الأول السبت، بمقتل قائد لواء "ناحال" (أحد ألوية النخبة الإسرائيلية)، يهونتان شتاينبرغ، خلال اشتباك مع أحد المقاومين الفلسطينيين قرب كرم أبو سالم، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ جندياً إسرائيلياً "انتحر" في مستوطنة راعيم ببندقيته الشخصية من جرَّاء العملية الفلسطينية.

وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل، صباح أمس الأحد، مشاهد لحدوث حالة اكتظاظ كبير في مطار "بن غوريون"، وتظهر المشاهد طوابير طويلة من المسافرين الذين وقفوا بانتظار السفر حاملين معهم حقائبهم، على خلفية العملية الفلسطينية المباغتة.

بدورها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنّ الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي متواصلة في عدة محاور.

ووفق أحدث التقارير، فإن الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال لا تزال مستمرة في 6 محاور في مستوطنات "أوفاكيم" و"سديروت" و"ياد مردخاي" و"كفار عزة" و"بئيري" و"يتيد" و"كيسوفيم"، وذكرت كتائب القسام، أن مفارز المدفعية تقوم بإسناد المقاتلين بالقذائف الصاروخية.

وفي بيان آخر، قالت كتائب القسام: تمكّنا بفضل الله (فجر أمس الأحد) من القيام بعمليات تسللٍ لتعزيز مجاهدينا بالقوات والعتاد في عددٍ من المواقع داخل أراضينا المحتلة، منها موقع "صوفا" وكيبوتس "صوفا" و"حوليت" و"يتيد" في محور رفح. ومنذ ساعات فجر يوم أمس الأول السبت، شنّت المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" التي تخللها إطلاق صواريخ في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية وصلت إلى "تل أبيب"، تزامناً مع الاقتحام برّاً وجوّاً.

وأسرت كتائب "القسام" عدداً من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، وقتلت عدداً كبيراً من قوات الاحتلال، فضلاً عن أنّها سيطرت على مستوطناتٍ في محيط غزة، وأكّدت "القسام" أنّ العملية تجري كما هو مخطط، وأنّ "طوفان الأقصى" تأتي رداً على العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأسراه.

ووجهت أمس الأحد، كتائب القسام ضربة صاروخية كبيرة لمستوطنة "سديروت" بـ100 صاروخ "رداً على استهداف البيوت الآمنة"، بينما ذكرت تقارير لاحقة أن المقاومة قصفت مستوطنات وبلدات الاحتلال بأكثر من 3000 صاروخ حتى ظهر أمس الأحد.

من جانبه، أكّد الناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة، أنّ أعداد الأسرى الإسرائيليين "أكبر مما يعتقد كيان الاحتلال بأضعاف مضاعفة" .

وتوجّه أبو عبيدة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقول: إنّ تهديداته لغزّة "رهان خاسر بعد تساقط الجنود كالجراد وفرار المئات منهم"، مشدداً على أنّ الكيان يواجه أزمة عميقة "بعدما شاهد بأس رجالنا". بدوره، قال المراسل العسكري لسرايا القدس: "ما زال مجاهدونا الأبطال من قوات النخبة يخوضون اشتباكات عنيفة في مواقع العدو العسكرية والمغتصبات (المستوطنات)، وفي محاور مختلفة من غلاف غزة"، وأضاف: "مقاتلونا يخوضون برفقة إخوانهم في كتائب القسام اشتباكات متواصلة منذ أكثر من 30 ساعة".

من جهتها، قالت كتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن المقاومين يخوضون اشتباكات عنيفة في عدّة مواقع داخل الأراضي المحتلة عام 48، منها "كفار عزة" و"بئيري" و"كيسوفيم". وأكدت، أن "القصف الإسرائيلي الهمجي الذي يستهدف أبناء الشعب الفلسطيني ما هو إلا محاولة فاشلة لتحقيق نصر وهمي للتغطية على عجز الاحتلال أمام المقاومة التي حطمت جبروته وكسرت هيبته الأمنية والعسكرية خلال عملية طوفان الأقصى". وفي آخر إحصاء للعدوان الإجرامي الذي تنفذه إسرائيل على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الغارات التي تشنها القوات الإسرائيلية على القطاع خلّفت حتى الآن 572 شهيداً، بينهم 320 منذ أمس الأول السبت.

وفي حصيلة سابقة، أفادت الصحة الفلسطينية، باستشهاد 313 من سكان غزة بينهم 20 طفلاً، فيما بلغ عدد المصابين 1990 شخصاً.

وصرّحت الوزارة بأنّ طواقمها الطبية لا تزال تعمل بكلّ طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطرة والحرجة في غرف العمليات والعناية المُكثّفة، مؤكدة أنها فعّلت خطّة الطوارئ القصوى.

وتواصل قوّات الاحتلال الإسرائيلي قصف المباني المدنية والبنية التحتية والمنشآت، واستهدف الاحتلال منزل عائلة النجار في خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة ما أدّى إلى ارتقاء 3 شهداء جراء قصف الاحتلال.

وذكرت معلوماتٍ أن غارة إسرائيلية استهدفت "برج وطن" في قطاع غزة ودمّرته بالكامل، وأفادت باستهداف الاحتلال "برج العكلوك" في منطقة حي النصر في مدينة غزة، ودمّر الاحتلال، أمس الأول السبت، عدّة أبراج في قطاع غزّة، منها "برج فلسطين"، وقال الناطق باسم كتائب القسّام، أبو عبيدة، عقب استهدافه: "أما وقد قام الاحتلال بقصف (برج فلسطين) وسط مدينة غزة، فعلى تل أبيب أن تقف على رجلٍ واحدة وتنتظر ردنا المزلزل".

في غضون ذلك، تصدرت عملية "طوفان الأقصى" البطولية عناوين الصحف الإسرائيلية أمس الأحد، والحديث تركّز على إخفاق "إسرائيل" في مواجهة المقاومة الفلسطينية، فيما تمت مقارنة الوضع بحرب أكتوبر التي مرّ عليها 50 عاماً.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" وصفت عملية "طوفان الأقصى"، في افتتاحيتها، بـ"إخفاق أكتوبر 2023"، وقالت إنّ "المئات قُتلوا، والعشرات خُطفوا إلى غزة.. هذه حرب على البيت".

صحيفة "إسرائيل هَيوم"، قالت إنّ ما يحصل هو "جحيم في الجنوب، والعملية الفلسطينية هي إخفاق عام 2023، على غرار إخفاق إسرائيل في حرب أكتوبر 1973".

بدورها، قالت صحيفة "معاريف" إنّه "بعد 50 عاماً على حرب أكتوبر، إسرائيل فوجئت مرة أخرى"، فيما أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في افتتاحيتها، أنّ "حركة حماس شنّت غزواً قاتلاً على إسرائيل"، أما صحيفة "هآرتس"، فقالت إنّ "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، هو المسؤول عن الكارثة التي ألمّت بإسرائيل".