معزوفة الآسياد

الرياضة 2023/10/10
...

خالد جاسم

منذ سنوات ليست بالقصيرة، لم يتمكن جهابذة التخطيط وعباقرة التدريب من بلوغ العتبة الأولى في صناعة مشروع بطل أولمبي عراقي.. ونحن نواصل مطالبة اللجنة الأولمبية العراقية التي تتقاذف عليها سهام النقد حقا أو باطلا، بأن تنهض بالتخطيط الصحيح ووضع ستراتيجية عمل رياضي سليم، وهي تفتقد العديد من المقومات المهمة الغائبة, وكيف نتوقع من اتحادات رياضية معظمها مبتلاة بشتى الأمراض والعلل، أن تنتج لنا أبطالا آسيويين أو أولمبيين، فصناعة البطل في كلتا الحالتين وفق المواصفات الحقيقية لن تتحقق بالسفر والمعسكرات التدريبية فقط، بل تحتاج إلى خلق بيئة رياضية صحية وصحيحة في داخل البلد أولا وأخيرا ..
وهنا تسكب العبرات والحديث مؤلم جدا وذو شجون، وعقدت من أجله مؤتمرات ورسمت له ستراتيجيات على الورق، كما رشحت له حلول ومعالجات، لكن بقي الحال على ما هو عليه وسيبقى كذلك بكل تأكيد, وهي مسؤولية يجب أن ترتدي ثوبا تضامنيا شاملا تشارك فيه كل الجهات المعنية بالرياضة، لأن صناعة البطل وتحقيق الإنجاز العالي، ليست مسؤولية اللجنة الأولمبية وحدها، وإن كانت هي نفسها المعنية أكثر من غيرها في ذلك، لكن بلوغ الإنجاز، وقبل ذلك النجاح في تشييد قاعدة الأبطال في رياضتنا، الذين تتوفر فيهم مواصفات تحقيق الإنجازات في المدى المنظور بل وحتى على المدى البعيد، يجب أن تكون فيه مساهمة مباشرة وأساسية من الأطراف الأخرى وبضمن ذلك الدولة نفسها، كما أن توفير المناخات والبيئة الضرورية لخلق وصناعة الأبطال، لا يمكن أن يتحقق بغياب الملاعب والقاعات المتخصصة والأجهزة والمعدات الحديثة، مع ما يضاف إليها من مدربين على قدر كبير من الخبرة والكفاءة الفنية، وإمكانية رسم كل منهم بالتعاون مع الاتحادات المسؤولة، مفردات المناهج العلمية المتضمنة كل تفاصيل الإعداد والاحتكاك والتنافس الصحيح والمنتج، مثلما أن الاستفادة من بروتوكولات التعاون مع الدول المتقدمة تبدو مهمة جدا على صعيد زج هؤلاء الأبطال في معسكرات تدريبية وخوض تدريبات ومنافسات مشتركة مع أبطال تلك الدول، وهي مسؤولية كبيرة، وكما سبق القول، يجب ألاّ تكون اللجنة الأولمبية من يتحمل ثقلها بالكامل، بل يجب مساهمة الجميع بما في ذلك الإعلام الرياضي، لأن صناعة البطل وتحقيق الإنجاز الرياضي صناعة وطنية تتطلب مجهودات دولة، لأن ثمار البطولة ليست أقل من أي منجز أو نجاح في السياسة أو الفن أو الاقتصاد أو الدبلوماسية وغيرها من النجاحات والإنجازات التي تتغنى بها الأمم والشعوب المتحضرة .