موعد الاستقالة

الرياضة 2023/10/11
...

د . عدنان لفتة
ترنحت المشاركة العراقية في دورة الألعاب الآسيوية وخرجنا بثلاثة أوسمة فقط ليس فيها ذهب ولا فضة، وتقوقعنا في المراكز المتأخرة للائحة الأوسمة، هذه هي حصيلة رياضتنا في اختبارها التقييمي الحقيقي قبل الذهاب لأولمبياد باريس الذي لن تكون نتائجه إلا صورة مكررة لظهور عراقي باهت تغيب فيه الميداليات وتتواصل الخيبات والتبريرات.

شاركنا في آسياد الصين باثنتي عشرة فعالية، توسمنا فيها خيرا لعلها تجلب لنا حصيلة مثمرة تؤكد لنا أن رياضتنا تحسنت قليلا وتقدمنا في بعض الألعاب، بما يرسم لنا بصيص أمل نحو المستقبل، ألعاب القوى التي تملك خمسة أوسمة ذهبية في تاريخها الآسيوي حل فريقها للتتابع 4×400 في المركز  قبل الأخير .

رفع الأثقال التي نتغنى ببريقها ليل نهار شاركنا فيها برباعين، حل أولهما قاسم حسن صاحب ذهبية وزن 96 كيلو غراماً، ببطولة العالم  في السعودية،  خامسا في المنافسات الآسيوية، والثاني سلوان جاسم بوزن 109 كغم رفع رفعة واحدة ناجحة من بين ست رفعات في الخطف والنتر بوزن فوق 105 كغم .

المصارعة ملكة الذهب في الدورة العربية الأخيرة هربت من المشاركة وغابت ولم نجد لها ظلا، مع أنها كانت مرشحة لأربع ميداليات في الأقل إن شاركت بفريقين للمصارعة الحرة والرومانية .

كرة القدم انسحبت من المشاركة ولم يسأل أحد عن سبب رفضها التواجد في محفلين مهمين بالدورتين العربية والآسيوية، ويقال إن الخلاف بين الرئيسين رعد حمودي وعدنان درجال هو السبب في الابتعاد عن بطولتين مهمتين كانتا تشكلان محطة إعداد مهمة للمنتخب الأولمبي، ولتتويج عراقي منتظر فيهما .  

اللجنة الأولمبية لن ينفعها أن تقيّم مشاركتها أو تقيم مؤتمرات صحفية لتبرير الإخفاق الذي يتحدث دوما عن ضعف الموارد المالية، لن تجد مسؤولا أولمبيا واحدا، يحمل نفسه المسؤولية، أو رئيسا اتحاديا يعترف بقصور عمله وضعف أداء فريقه الإداري .

 إنه فشل ذريع، فلم تقدم رياضتنا شيئا نفخر به بعد 14 عاما من رئاسة الكابتن رعد حمودي الذي حان الوقت كي يستقيل ويغادر المنصب هو وفريق عمله، نتيجة للتراجع الخطير الذي أصاب ألعابنا الرياضية، شكرا لكم؛ عملتم وقدمتم، ولكن هذه حدود إمكانياتكم، فالاستقالة أفضل وأجدى من عمل نمطي قديم يثبت فشله في كل مشاركة. 

الاستقالة ليست للمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية فقط، بل لكل الاتحادات التي أخفقت بنتائجها ومشاركتها، بل وحتى الاتحادات التي هربت من المشاركة وخشيت من انكشاف حقيقتها ورفضت إثبات جدارتها وفاعليتها في الميدان الآسيوي.

. يتبجحون بالمشاركات في بطولات غرب آسيا التي لا تغني ولا تشبع ولا تقدم ولا تؤخر.

الآن بعد مشاركتي الدورتين العربية والآسيوية علينا فلترة الألعاب، وإبعاد كل العاجزين عنها. حان وقت التجديد بالأفكار والخطط والوجوه، حان وقت رعاية ذوي المواهب الحقيقيين، وتقديم الدعم المالي لمن يستحق وليس لأولئك الذين يشاركون في البطولات الوهمية غير المدرجة على خارطة الإنجاز العالمي .