بغداد: هدى العزاوي
أشار مختصون في الشأن الاقتصادي إلى زيادة قناعاتهم بحاجة العراق إلى مصادر الطاقة المختلفة بدلاً من المصادر الأحفورية القديمة، وذلك في ظل توجه اهتمام دول العالم نحو مصادر الطاقة البديلة.
وأوضح مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، الدكتور مظهر محمد صالح، في حديث لـ”الصباح”، أن “العالم يعيش في فترة الثورة الصناعية الرابعة بمجالات عديدة ابتداءً من القطاع الرقمي وانتهاءً بإنتاج الطاقة البديلة أو المتجددة بجميع أشكالها”.
ولفت إلى أن “تقدم الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر اعتمد ردحاً من الزمن على الطاقة الأحفورية “التقليدية”، ولكن مع تبدل الحياة واجهت الحياة مشكلات بسبب هذه الطاقة التي تنجم عنها ملوثات بيئية”، مؤكداً أن “البحث عن بدائل للطاقة أوجد مشكلة أخرى تتعلق بالكلفة، فنرى جميع المبتكرات العلمية تبحث عن أقل التكاليف في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولهذا ما زال النفط والغاز يهيمنان على المشهد باعتبارهما الأقل كلفة قياساً إلى البدائل الأخرى”.
وبين صالح، أن “مواجهة المشاكل البيئية في العالم تفرض البحث عن بدائل للطاقة مهما كانت الكلف عالية”، مبيناً أن دول العالم ومن بينها العراق تعاني من مشاكل بيئية كبيرة منها التصحر”.
وأضاف أن “البحث عن مصادر طاقة بديلة يمثل في العراق ضرورة حياتية ووجودية”، مستدركاً أن “العراق سيبقى بحاجة إلى النفط والغاز خلال العشرين عاماً القادمة في ظل عدم توصل التكنولوجيا إلى حلّ لتخفيض كلف الطاقة البديلة”.
من جانبه، بين الخبير الاقتصادي، نبيل جبار التميمي، في حديث لـ”الصباح”، أن “العراق خطا خطوات جيدة في الطاقة المتجددة والبديلة، بعد أن تعاقد منذ سنتين مع شركة (توتال) لإنشاء وحدات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، بما يقارب (2000) ميغاواط، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة (مصدر) الإماراتية لإنتاج (2000) ميغاواط، كما أن لدى العراق تعاقدات وفق الاتفاقية الإطارية الصينية لإنتاج ما يقرب من (1000) ميغاواط».
ونوّه بأن “مجمل هذه التعاقدات تمثل نحو 20 % من حجم إنتاج الطاقة بالكامل، وهذه نسبة جيدة إذا ما قارناها مع الدول التي لها باع طويل في إنتاج الطاقة ولم تصل إلى هذه المستويات في الإنتاج أو الاعتماد على الطاقة المتجددة أو البديلة».
وأضاف التميمي أن “الحكومة حاولت بالشراكة مع البنك المركزي في وقت سابق، إقامة مبادرة إقراضية لغرض تمويل منظومات الطاقة الشمسية للمنازل بتخصيص ما يقارب ترليون دينار، ولكن مع الأسف لم تنجح هذه الخطوة إلى الآن”، مبيناً أن “ذلك يثبت توجه الحكومة العراقية الواضح منذ سنتين صوب اعتماد الطاقة البديلة بدلاً من الطاقة
الأحفورية التقليدية».
تحرير: محمد الأنصاري