رزاق عداي
في عام 1982 اجتاح (اريل شارون) الملقب بالجنرال الثور بيروت بفرقته المدرعة مدينة بيروت، دون العودة إلى الكنيست لمعاقبة الفصائل الفلسطينيَّة المتواجدة على الأراضي اللبنانية كما كان يدعي، التي بدأت تهدد كيان دولة إسرائيل ، وجرت مواجهات دامية واختلطت الأوراق بين كل الأطراف، وبالتالي تمكن أن يشكل خريطة سياسيَّة جديدة على الساحة اللبنانية، ولم ينسحب الا بعد حين،
اليوم خولت ما يطلق عليها في إسرائيل اللجنة الأمنية المصغرة (نتنياهو) التوقيع على إعلان حالة الحرب الشاملة، والتي تعني أن الجيش هو من يحكم ويقرر الآن، وفي حالة طوارئ قصوى مع تعطيل الحياة المدنية وتسخير وتعبئة كل الامكانيات للحاجات الحربية، اما الحرب الشاملة، فتعني استخدام كل ما يتاح من اساليب لتحقيق الفوز، لذلك لم يقدم الجيش الإسرائيل ى بهجوم بري الآن، رغم أن مئات الدبابات تطوق مدينة غزة بمساحتها الصغيرة، وراح سلاح الطيران يمعن في تدمير البنية التحتية مبتدئاً بالأبراج (العمارات) واحدة بعد الاخرى وصولا حتى المنازل، وسيعمد إلى إطالة فترة الحرب ادراكا منه من ان نقصا فادحا في الغذاء والدواء مزمناً تعاني منه المدينة الصغيرة، وسدت المنافذ على المساعدات العربية والدولية، بعد أن أعلنت الحكومة الإسرائيل ة أن لا مساعي ولا تهدئة على الطاولة على الإطلاق.
منذ أن انسحبت إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005 اعترافاً منها ان وجودها فيها يكلفها الكثير، نظرا لكثرة مشكلاتها وأعبائها حسب وجهة نظر القادة الإسرائيل يين، حدثت خمس مواجهات أو تصعيدات خلال تواريخ مختلفة اخرها كان في عام 2021، وفي كل هذه المواجهات كان هناك من يقف مساندا قويا لإسرائيل هي أمريكا، التي تعلن عن دعمها على الفور بلا سؤال عن الأسباب، كما هو اليوم، ومنذ الساعة الاولى للحدث الجلل، فإن المساعدات ستكون مفتوحة وعلى كل المستويات.
اما ( غزة ) فهي كيان هش، شحيح الامكانيات، حتى أنها تعتمد على ما تحتاجه من كهرباء ومحروقات وماء من إسرائيل ذاتها، كما أن هناك عمالة تعد بعشرات الآلاف تعمل في السوق الإسرائيل ية، وكل هذا سيكون سلاحا تستخدمه إسرائيل في كل مرة، وهو ما كان يقصده (بنيامين نتنياهو) بالحرب الشاملة.،
بتاريخ انسحاب إسرائيل من غزة جرى سحب القوات الإسرائيل ية من المنطقة وخروج كل الإسرائيل يين نحو العمق الفلسطيني، وانشأت منطقة عازلة بين القطاع والأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل بعد اخلاء 25 مستوطنة إسرائيل ية كانت داخل القطاع، لكن على حدود المنطقة العازلة أبقت إسرائيل على عدد من التجمعات في المنطقة المتاخمة للمنطقة العازلة مع القطاع، وقد سميت هذه المنطقة بغلاف غزة، وهو اليوم الساحة التي تدور فيها المعارك، بعد أن توغلت الفصائل الفلسطينيَّة فيه في هجوم كاسح.