أوراق في المتناول

الرياضة 2023/10/15
...

كاظم الطائي 



مشاركة منتخباتنا الوطنية والأولمبية والشبابية في استحقاقات خارجية في وقت واحد، يعيد لنا ذكرى الأمس في العقود المنصرمة، حينما كانت الفرق العراقية تجوب العالم بمسميات عديدة وتحقق الإنجازات وتقدم للملاعب مواهب كثيرة تحمل لواء اللعبة محليا ودوليا . كان من المعتاد أن تشارك منتخباتنا سواء الأولى أو الرديفة في بطولات دولية لتعوض غياب المنتخب الوطني أو الأولمبي، في ملتقى خارجي تشارك فيه منتخبات وأندية لها ثقلها في الساحات الخضر وتضع بصمتها في الميدان . منتخب باء الوطني أو الرديف والعسكري ب وغيرها، كانت تمثل العراق في بطولات سنوية تواصلت معها كرتنا، فضلا عن زج أنديتنا في بطولات عربية وآسيوية . لا ننسى بطولات مرديكا وكأس الرئيس الكوري الجنوبي والوحدات وغيرها، وللفئات العمرية غوتا وهلسنكي والبقية من المشاركات الخارجية، إذ أفرزت للمتابع مواهب شقت طريقها نحو النجومية وتنافست مع بعضها لاحتلال مراكز اللعب في التشكيلات الوطنية وتعويض عناصر الخبرة وأعمدة فرقنا آنذاك، بعد أن كان البعض محتكرا لمركز معين طوال أكثر من عقد، والغريب أن بعض الأسماء تستدعى للعب مع منتخبات الشباب والأولمبي والوطني والعسكري، وهذا ما حد من تواجد أجيال من اللاعبين في تشكيلات وطنية اعتزلت ولم تجد فرصة لتقديم موهبتها. مقدمة هذا الحديث أعني به مشاركة 3 منتخبات عراقية حاليا في معسكرات وبطولات دولية ودية ولقاءات مع منتخبات عربية وعالمية في وقت واحد، من دون أن تحصل مشكلة لضم هذا اللاعب أو ذاك بين تلك المنتخبات. المنتخب الوطني تم زجه في بطولة الأردن الدولية بتواجد 24 لاعبا نصفهم من المحترفين في ملاعب أوروبية وقارية، واطلعنا على إمكانيات مواهب تنسج خطواتها بقميص الوطن، وسرنا أن نرى إمكانيات دانيلو السعيد وميرخاس دوسكي، وضمت تشكيلة راضي شنيشل التي تعسكر في المغرب وتغلبت على المنتخب الشقيق الفائز على نظيره البرازيلي، أوراقا فنية تصنع نجوميتها في ملاعب دولية، وتواصل كتيبة عماد محمد تدريباتها في الإمارات وخاضت أمس لقاء تجريبيا استعدادا للاستحقاقات المقبلة.  نحو 72 لاعبا عراقيا تحت إشراف  3 ملاكات تدريبية إسبانية وعراقية، يخوضون هذه الأيام معسكراتهم في الأردن والإمارات والمغرب، وضعف هذا العدد ينتظر فرصة لاستدعائه ليرتدي قميص منتخباتنا المختلفة، وهذا مؤشر إيجابي عن اتساع قاعدة اللعبة وتنافس اللاعبين محليا والمحترفين لتمثيل منتخباتنا وبذل الجهود من أجل الوصول إلى الجاهزيّة وحلم المشاركة في البطولات الدولية . والمثل الشعبي القائل: (وأزيدك من الشعر بيت) له حضور في هذا العرض، بالإشارة إلى مشاركة منتخبات أخرى بفعالية تنس الكرة في بطولة العالم للسيدات بالفردي والزوجي والثلاثي، وتستعد منتخباتنا لهذه المنافسات بعد أن أوقعتها القرعة بمجموعات قوية.  منتخب الواعدات بكرة القدم يستعد هو الآخر لبطولة غرب آسيا، ويسعى لتحقيق نتائج إيجابية تدعم أحقيته بتمثيل كرتنا في الملاعب الخارجية، امتثالا لتوجه الاتحاد القاري بدعم الكرة النسوية والحرص على تطويرها مستقبلا وإيلاء هذا الجانب الرعاية الأكبر.  عشرات اللاعبين واللاعبات يمثلون كرتنا في الميدان الدولي، وتحديات كثيرة مشرعة أمامهم، فهل تفلح تلك الأسماء بصناعة مجد اللعبة في العراق وفي أجندتهم تصفيات كأس العالم والقارة وأولمبياد باريس وغيرها؟.