موسكو: وكالات
أفاد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بأنه يمكن اعتبار الهجوم المضاد الأوكراني رسميًا انتهى، وقال نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن: "منذ عدة أيام، انتقلت القوات الروسية إلى العمليات القتالية النشطة على طول خط المواجهة بأكمله تقريبًا. وبالتالي، يمكن بالفعل اعتبار ما يسمى بـ(الهجوم المضاد) الأوكراني قد انتهى. وللأسف، تم حشد عشرات الآلاف من المجندين من قبل نظام كييف، ومعظمهم لم يرغب في القتال".
وبدأ الهجوم المضاد الأوكراني في الرابع من حزيران الماضي، وبعد ثلاثة أشهر، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنَّ "الهجوم المضاد" لم يتوقف فحسب، بل "إنه قد فشل". وتشير البيانات حتى أوائل تشرين الأول الجاري، إلى أنَّ محاولات الهجوم كلفت كييف خسارة أكثر من 90 ألف جندي بين قتيل وجريح. وبحسب وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فإنَّ القوات المسلحة الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي من الاتجاهات.
ومن بين 18 ألف وحدة من معدات القوات الأوكرانية التي تم تدميرها، كانت دبابات "ليوبارد" الألمانية ودبابات "أي إم إكس" (AMX) الفرنسية ومركبة مشاة قتالية بريطانية واحدة على الأقل من طراز "تشالنجر 2" ومركبة "برادلي" القتالية الأميركية. كما تم تدمير 543 دبابة - كان من المفترض أن تكون القوة الضاربة الرئيسة للقوات الأوكرانية - ولكن، كما أشار الرئيس الروسي، فهي الآن "تحترق بشكل رائع".
وبالرغم من الخسائر الفادحة في صفوف القوات والمعدات الأوكرانية، ذكرت أميركا أنَّ الهجوم سيستمر لأشهر، وبدأت في تزويد القوات الأوكرانية أيضاً بالذخائر العنقودية. ومن جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنَّ توريد "الذخائر العنقودية" لم يغير شيئًا في ساحة المعركة بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية. إلى ذلك، أعلن مدير المركز الصحفي لمجموعة قوات "المركز" التابعة للجيش الروسي، ألكسندر سافتشوك، أنَّ القوات الروسية أحبطت 9 هجمات للقوات الأوكرانية، وكبدتها خسائر في الأرواح تصل إلى 540 فرداً أمس الأول الجمعة.
وقال سافتشوك: "أحبطت وحدات قوات مجموعة المركز في مناطق يامبولوفسكي وغابات سيريبريانسكي على محور كراسني ليمان بنيران المدفعية والغارات الجوية 9 هجمات، شنتها وحدات هجومية تابعة للواءين الميكانيكيين 21 و63 التابعين للجيش الأوكراني، ولواء الحرس الوطني الخامس"، وأضاف، أنَّ "خسائر العدو بلغت 540 عسكريًا و4 دبابات ومركبتي مشاة قتالية، وشاحنتين".
في غضون ذلك، قالت صحيفة"The Statesman" الهندية: إنَّ رئيس أوكرانيا فلودومير زيلينسكي على حافة الهاوية بسبب الوضع في الجبهة وخفض المساعدات من الغرب.
وقالت الصحيفة: "كانت كييف تأمل في نهاية سريعة للقتال، لكنها الآن تواجه مسألة البقاء على قيد الحياة"، وأضافت، "قال زيلينسكي: إنَّ الأوكرانيين بحاجة إلى تعلم كيفية العيش في ظروف الحرب، كما تفعل إسرائيل. الفرق بين البلدين هو أنَّ أوكرانيا لا تنتج أسلحة وتعتمد كلياً على كرم الغرب، وهو الآن موضع تساؤل".
وأشارت الصحيفة الهندية، إلى أنَّ الهجوم المضاد الذي طال انتظاره للجيش الأوكراني، والذي يستخدم من أجله "أسلحة متطورة من 45 دولة"، يضعف أكثر فأكثر ولا يساعد تقريباً في استعادة الأراضي.
وبحسب الصحيفة، فإنَّ المخاطر كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي لأنَّ الحكومات الأوروبية لا يمكنها قبول الصراع كواقع جديد. في الوقت نفسه، في رأيهم، من غير المربح لأوروبا إطالة أمد الصراع، ولكن بالنسبة لمفاوضات السلام بشروطها، تحتاج كييف إلى تحقيق مكانة رائدة، ما يجعل الوضع طريقاً مسدوداً، وأشارت"The Statesman" إلى أنَّ الإرهاق من الصراع والاعتبارات الاقتصادية يحرم أوكرانيا من دعم الدول الغربية، التي تعتمد عليها بالكامل. من جانب آخر، صرح المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، لاري جونسون، أنَّ التغييرات في مظهر فلاديمير زيلينسكي ناجمة عن قلقه من فقدان اهتمام الدول الغربية بأوكرانيا.
وقال جونسون في مقابلة تلفزيونية: إنَّ "زيلينسكي في حالة ذعر، إنه لا يعرف ماذا يفعل. إنه يحاول إيجاد طريقة للحفاظ على أهميته"، وأضاف، "غيّر ملابسه، كان يرتدي ملابس مثل فيدل كاسترو أو تشي جيفارا، كان يرتدي زياً أخضر. والآن، مثل جوني كاش، كل شيء باللون الأسود".
ووفقاً له، فإن زيلينسكي يخشى تركيز انتباه مؤيديه الغربيين على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأشار إلى أنَّ تأثير الرئيس الأوكراني في البلاد قد اهتز بشكل كبير. وإذا أجريت انتخابات في أوكرانيا خلال هذه الفترة الزمنية، فلن يتمكن الرئيس الحالي من إعادة انتخابه لولاية ثانية.
وبحسب جونسون، فإنه سيتم تهميش أوكرانيا في الأشهر المقبلة بسبب الوضع مع إسرائيل. وقال إنَّ مثل هذا "ابن الزوج غير الضروري" لا ينبغي أن يتوقع إمداداً آخر بالأسلحة، لأن الولايات المتحدة لديها الآن" أطفال" أكثر أهمية.