الاحتلال يرتكب مجزرة مروّعة بحق «المُهجّرين» من غزة
القدس المحتلة: وكالات
القاهرة: إسراء خليفة
أظهرت مقاطع مرئية بثتها وكالات الأنباء والفضائيات، أمس السبت، مشاهد مروعة لضحايا استهداف غارات قوات الاحتلال الإسرائيلي، نازحين في قطاع غزة، وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد استشهد 70 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 200 آخرين، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي ليل أمس الأول الجمعة لقوافل نازحين جنوب غزة.
وظهرت في المقاطع المصورة جثث متناثرة، بينها جثث نساء وأطفال، ومصابون يتأوهون، إضافة إلى عدد من السيارات الخاصة، وسيارات النقل بعد استهدافها في القصف.
ويوم الجمعة، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان جميع سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم، والتوجه جنوبا لحمايتهم، والبقاء في المنطقة الواقعة جنوب وادي غزة.
وجددت إسرائيل، أمس السبت، دعوتها لسكان مدينة غزة لإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا، برغم التحذيرات الدولية من عواقب التهجير، وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان جيش الاحتلال، في تغريدة على منصة "أكس": "بيان مهم لسكان مدينة غزة: ناشدناكم في الأيام الأخيرة مغادرة مدينة غزة إلى جنوب وادي غزة".
وأضاف مرفقاً تغريدته بخارطة عليها مسارين: "أود إبلاغكم بأن الجيش الإسرائيلي سيسمح بالتحرّك على الشوارع المُشار إليها من دون أي أذى بين الساعات 10:00 - 16:00 (بالتوقيت المحلي)"، بحسب زعمه.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أنه سيتم فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر مؤقتاً، لتمكين خروج المواطنين الأميركيين، وأشارت إلى أن "الاتفاق جاء نتيجة للمفاوضات الأميركية مع مصر وإسرائيل وقطر". ولفتت الصحيفة إلى "وجود 600 مواطن فلسطيني من أصل أميركي في قطاع غزة"، وقالت: "العديد منهم على اتصال بمسؤولين أميركيين ويسعون إلى مغادرة غزة وسط وابل من الغارات الجوية الإسرائيلية".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس السبت أن حصيلة ضحايا القصف والغارات الإسرائيلية وصلت إلى 2215 شهيداً وأكثر من 8714 جريحاً في غزة، وإلى 54 شهيداً وأكثر من 1100 جريح في الضفة الغربية المحتلة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية عدوانها على قطاع غزة، مع دخول عملية "طوفان الأقصى" يومها الثامن، واستمرت الغارات الإسرائيلية على المناطق المأهولة في قطاع غزة.
بدوره، أعلن مسؤول بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" استشهاد 500 طفل في غزة وإصابة 1600 آخرين منذ اندلاع الأحداث في السابع من تشرين الأول الجاري.
وقال مسؤول الإعلام في مكتب "يونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سليم عويس - في تصريحات لموقع أخبار الأمم المتحدة - إن عدد الشهداء من الأطفال في غزة حتى الآن بلغ 500 طفل، بينما أصيب 1600 بجروح، مشيراً إلى أن هذه الأعداد في ازدياد. وأضاف، أن الوضع في قطاع غزة صعب جداً، وسيكون كارثياً إذا استمر على ما هو عليه، إذ ستنجم عنه كارثة إنسانية في ظل العنف المتواصل منذ أيام، وأكد المسؤول أن التأثير على العائلات والأطفال لا يتمثل في الوفيات والإصابات فحسب، بل في التأثير النفسي أيضاً، وتأثرهم بانقطاع الإمدادات، في ظل منع دخول الإمدادات إلى قطاع غزة، وقطع المياه والكهرباء، وأشار إلى تأثير ذلك في المستشفيات التي لدى بعضها وقود يكفي لتشغيلها لبضعة أيام فقط.
إلى ذلك، أفادت شبكة "روسيا اليوم" بأن كاميرات مراسليها، رصدت حشوداً كبيرة من الدبابات الإسرائيلية على تخوم قطاع غزة، تحضيراً لهجوم بري محتمل. وأكد مدير "معهد القدس للدراسات الستراتيجية" إفرايم إنبار، في وقت سابق أن العملية البرية في غزة أمر لا مفر منه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تريد تحقيق أهدافها في القضاء على البنية التحتية لـ"حماس"، وأشار إلى أنه يمكن إصدار أمر الغزو البري حتى قبل تشكيل حكومة الطوارئ، التي يتم التفاوض عليها حالياً بين الائتلاف الحاكم والمعارضة، لافتاً إلى أن الصراع الحالي يختلف عن سابقيه من حيث الحجم. في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي - صباح أمس السبت - مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، بعد اقتحامها الليلة الماضية مدينة جنين واندلاع اشتباكات هناك، في حين أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع عدد الشهداء خلال مواجهات أمس الأول الجمعة بالضفة الغربية إلى 16 شهيداً، مما يرفع عدد الشهداء هناك إلى أكثر من 50 خلال أسبوع. ونشرت منصات فلسطينية مقاطع مصورة لاندلاع اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاومين في جنين، وأوضح شهود عيان نشر قوات الاحتلال قناصة على أسطح المباني في المدينة.
كما اندلعت مواجهات خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم عقبة جبر في أريحا وبلدة سلواد ونابلس صباح أمس، وذكر مصدر طبي أن فلسطينيَّين وصلا إلى المستشفى بإصابتين واحدة في الرأس، والأخرى في الرجل.
وتتصاعد اقتحامات الاحتلال ومواجهاته مع شبان فلسطينيين يحاولون التصدي لتلك الاقتحامات في مدن ومناطق عدة بالضفة الغربية، مع استمرار اعتداءات قوات الاحتلال التي طالت عدداً من الفلسطينيين. من جانب آخر، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن غالبية سكان بلدة سديروت في غلاف غزة هجروها خلال الأيام الأخيرة على خلفية التصاعد المستمر للأوضاع. ونقلت وكالة "صفا" عن الصحيفة أن من بين سكان سديروت البالغ عددهم 36 ألفا، قام 26 ألفا منهم بإخلاء البلدة وانتقلوا للسكن في فنادق واقعة في منطقة الوسط خشية تكرر عمليات الاقتحام من عناصر كتائب القسام. وصرح أحد مستوطني سديروت ويدعى " دافيد أبو حصيرة" قائلاً إنه قرر ترك البلدة بسبب وضعها بالغ الخطورة واستمرار سقوط الصواريخ عليها، وأضاف المستوطن أنه يعيش في البلدة منذ 66 عاما ولم يتركها في أي من الجولات السابقة، إلا أنه قرر هذه المرة الرحيل وذلك على ضوء اقتحامها والخوف من المرحلة المقبلة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن إخلاء المستوطنة يأتي ضمن خطة "هبوب الريح" التي أقرتها حكومة الاحتلال في وقت سابق، إذ تم الانتقال إلى مدينة عسقلان لتطبيق الخطة فيها وعرض على من يرغب بالرحيل من المدينة الاستضافة في الفنادق أو لدى أقاربه في مناطق أخرى.
وكان القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، قد أعلن، يوم السبت 7 تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية".
في سياق متصل، استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس السبت، وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، وذلك بمقر الجامعة في القاهرة حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول تطورات الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة. وحرص أبو الغيط، على التأكيد على رفض الجامعة العربية القاطع لأي شكل من أشكال ترحيل السكان الفلسطينيين قسراً من شمال القطاع لجنوبه، أو عقابهم جماعياً على نحو ينتهك القانون الدولي الإنساني بكل فجاجة.وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن اللقاء شهد توافقاً في الرأي بشأن ضرورة حماية السكان المدنيين في القطاع من العمل العسكري الاسرائيلي، وأهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع للحيلولة دون المزيد من تردي الوضع. إلى ذلك، كشفت تايلاند، أمس السبت، عن أن عدد التايلانديين الذين قتلوا منذ بدء الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ارتفع إلى 24 قتيلا.
وقال رئيس الوزراء التايلاندي سريتا تافيسين، إن حصيلة الضحايا التايلانديين جراء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" ارتفعت إلى 24 قتيلاً، مشيراً إلى أنه لا يزال مصير 16 تايلانديا محتجزا لدى حركة "حماس" مجهولاً. ويعمل قرابة 30 ألف تايلاندي في دولة الاحتلال معظمهم في قطاع الزراعة. وفي إطار متابعة الإعلام الإسرائيلي نقاشاته بشأن عملية "طوفان الأقصى"، تحدث خبراء ومسؤولون سياسيون وأمنيون سابقون، عن استمرار "حماس" في تحقيق نجاح غير مسبوق، برغم الغارات الجوية التي ينفذها جيش الاحتلال على قطاع غزة، بينما أكد وزير سابق أنه "إن لم تقضِ إسرائيل على حماس؛ فإن حماس ستقضي عليها".
ولفت رئيس المخابرات العسكرية السابق، جنرال الاحتياط عاموس يدلين، إلى أن العبارات التي يستخدمها القادة الإسرائيليون، تعني أن الهدف هو إيصال قوة "حماس" إلى الصفر، وأن دولتهم لم تعُد تتعامل مع النيات، وإنما مع القدرات. بينما حذر إيلان لوطان، أحد قيادات "الشاباك" سابقاً، من تعاظم قدرات حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مشيراً إلى أنه برغم "السحق الجوي الذي ينفذه الجيش، فإن لديهم خطة حرب منظمة بشكل جديد جداً"، واستذكر في هذا السياق، قيام الحركة بإطلاق رشقة الصواريخ الأخيرة في معركة "الرصاص المصبوب"، التي استمرت 50 يوماً. بينما انتقد محلل الشؤون العربية والمختص في الشأن الفلسطيني، جنرال احتياط إلون أفيتار، عدم قدرة الجيش حتى الآن على تدمير منصات إطلاق صواريخ "حماس"، وأضاف أن الأخيرة نجحت في توفير احتياطي يمكنها الاعتماد عليه خلال الأسابيع القادمة.
وقال محلل الشؤون العربية، آفي يسسخاروف، إن "حماس" سرقت الأضواء بهذه العملية، مؤكداً أنه لن يستطيع أحد في الشرق الأوسط الاقتراب من الإنجاز الذي حققته.
وردّ وزير الأمن السابق، عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، على سؤال بشأن ما يمكن أن يحدثه قطع الكهرباء على غزة من ضرر بالمرضى المدنيين الموضوعين على أجهزة الإنعاش، والأطفال الذين في الحضّانات، بأنه "لا خيار آخر أمام إسرائيل" بحسب زعمه.