عبد الهادي مهودر
تتعالى دعوات ضبط النفس منذ يوم السبت الرهيب، السابع من شهر تشرين الأول (اكتوبر) الحالي، لكنْ من دون صدور تعليمات وإرشادات وبرامج صباحيَّة ولا مناهج تعلّم المواطن العربي الأبي عن الكيفيَّة والآليَّة المناسبة لتنفيذ عمليَّة الضبط في حال هدم منزلك على رأسك، ودعوات ضبط النفس هي الأدنى مستوى والعبارة الأقصر بكثيرٍ من بيانات الشجب والإدانة والاستنكار الطويلة والأقل كلفة من عقد القمم والمؤتمرات، فنحن في زمن الاختصارات والإعلام الرقمي وخير الكلام ما قلَّ ودل، ويكفي تنظيم (گروب واتساب) لاتخاذ قرار الدعوة لضبط النفس، وقد آن الأوان لنتعلم كيفيَّة
ضبط النفس في حالات التعرض للضرب المبرح سواء كان بقصدٍ أو من دون قصد، كيف تضبط نفسك إذا صفعك أحدٌ على خدّيك ووجَّهَ لك لكمة على بطنك وركلة على مؤخرتك ومسح بك الأرض وجعل دمك بطول قدّك الميّاس ياعمري؟.
العمليَّة سهلة وما عليك سوى التواري عن الأنظار وضبط النفس ومنعها من رد الفعل خلافاً لقانون الحركة والفعل ورد الفعل الذي يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، يكفيك التعبير عن القلق، أو القلق العميق، ثم اسأل من صفعك بلطفٍ وودٍ وحسن نية فقد لا يكون جاداً حين أدماك وكسر أنفك وحطم أسنانك، وإذا قال لك إنَّه كان يمزح فاعتذر له لأنك ظلمته بسوء ظنك، وامسح وجهك وأنفك وفمك وارفع رأسك عالياً حتى ينقطع جريان الدم من أنفك الشامخ، وإذا أعاد الكرّة عليك بالضرب والركل والسحل فتذكّر كيف ظلمته حتى لا تظلمه مرة أخرى، وابتسم لأنك ستعيش أفضل بضبط النفس، ستأكل وتشرب وتنام وتتكاثر مثل أي مخلوقٍ وديعٍ في هذا الكون الفسيح.
واحجب بعض الآيات والسور والأحاديث والوصايا المحرجة، وامسح القصائد من الأرشيف
وصحح معلوماتك القديمة (أخي ما جاوز الظالمون المدى، وما أصبح عندي الآن بندقيَّة فلا تعطني حريتي ولا تطلق يديّا، والى فلسطين لا تأخذوني معكم) اضبط نفسك وتابع النقل المباشر للقتل المباشر، المهم ضبط النفس بأقصى ما يمكن ومن طرفٍ واحد.