ترجمة: نجاح الجبيلي
تتضمن الأفلام السينمائية الحائزة على جوائز للمخرج وكاتب السيناريو ريوسوكي هاماجوتشي: "الساعة السعيدة"(2015)، و"أساكو1، 2"(2018)، و"زوجة جاسوس" (2020)، و"عجلة الحظ والفنتازيا"(2021)، الذي كشف مواهبه أخيراً في فيلم "سوقي سيارتي" (Drive My Car)، الحائز على جائزة أفضل سيناريو، وفي مهرجان كان السينمائي وأفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2022.
تدور حبكة الفيلم حول يوسوكي كافوكو (هيديتوشي نيشيجيما)، الممثل والمخرج المسرحي الشهير، فبعد عامين من وفاة زوجته المفاجئ، يتلقى عرضاً لإخراج مسرحية "الخال فانيا" لتشيخوف في مهرجان مسرحي بمدينة هيروشيما. هناك، يلتقي بميساكي واتاري (توكو ميورا)، وهي شابة قليلة الكلام تمَّ تعيينها من قبل المهرجان كسائق لسيارته الحمراء المحبوبة.
مع اقتراب العرض الأول للمسرحية، تتصاعد الأحداث بين الممثلين وطاقم العمل، وبعد أن يضطر إلى مواجهة الحقائق المؤلمة الناشئة من ماضيه، يبدأ "يوسوكي" في مواجهة الألغاز المؤرقة التي تركتها زوجته وراءها. التقى موقع بنغوين المخرج الياباني وتحدث عن فيلمه:
* ما الذي جذبك أولاً إلى قصة "سوقي سيارتي" وإلى أعمال هاروكي موراكامي بشكل عام؟.
أحببت قصة "سوقي سيارتي" الأصلية التي كتبها هاروكي موراكامي. لذلك عندما عُرِضَ عليّ أن أصنع فيلماً بناءً على رواية قصيرة لموراكامي، اقترحتُ "قودي سيارتي".
أرسلتُ إلى موروكامي المعالجة الأصلية للحبكة وما إن وافق عليها، أرسلنا له كل المسودات ولكن لم يكن هناك أي تعليق منه على الإطلاق. كنا قلقين بعض الشيء من أنه قد لا يكون مهتماً، ولكن بمجرد الانتهاء من الفيلم، قرأتُ في مكان ما في إحدى المقابلات أنه شاهده في السينما المحلية. وذكر في المقابلة أنه كقاعدة عامة لن يقرأ النصوص التي تم إرسالها إليه على أي حال. لكنه قال إنه استمتع به حقاً كفرد من الجمهور، وتعجب من مقدار تجسّد ما كتبه بالفعل من قصته في الفيلم، لذلك أعتقد أن هذا إطراءً منه للشريط.
* يتكون النص القصصي الأصلي من 22000 كلمة تقريباً، لكنك اخترتَ تحويلها إلى فيلم روائي مدته ثلاث ساعات، كيف تعاملتَ مع توسيع القصة إلى أكبر من ذلك بكثير؟.
نعم، إنها قصة مكونة من أربعين صفحة، ويُعد نصاً قصيراً بالنسبة للإعداد السينمائي، لذا من أجل تحويله إلى فيلم روائي طويل، كان علينا توسيع القصة.
قصة "قودي سيارتي" موجودة في مجموعة قصصية لموروكامي بعنوان "رجال بلا نساء"، واستفدتُ أيضاً من قصتين أخريين في الكتاب عنوانهما "شهرزاد" و"كينو".
ما أخذته من قصة "شهرزاد" كان من الماضي. في فيلم "قودي سيارتي"، تروي زوجة الشخصية الرئيسية "كافوكو" قصة بعد المجامعة، وهناك شخصية مشابهة لتلك الموجودة في قصة"شهرزاد"، وأنا أخذتها من هناك.
في قصة "كينو"، ألهمني المستقبل. هناك عبارة يقولها كافوكو: "كان يجب أن أتألم بشكل صحيح"، والشخصية في قصة "كينو" لديها سمة مماثلة. اعتقدتُ، عندما قرأتها، أن هذا هو المكان الذي ستصل إليه شخصية كافوكو في النهاية.
ما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء كتابة النص المقتبس؟
أعتقد أن الكتابة استغرقت حوالي 18 شهراً منذ البداية وحتى النهاية. لقد كتبنا بما يقرب من ثلاث مسودات رئيسة، وبعد ذلك، لأننا لم نتمكن من الحصول على المواقع التي خططنا لاستخدامها في الأصل، كان علينا إجراء إعادة كتابة رئيسة أخرى.
لم أكن وحدي أكتب النص. كنتُ أعمل مع المؤلف المشارك تاكاماسا أوي والمنتج تيروهيسا ياماموتو. ناقشنا نحن الثلاثة الأمر باستمرار. كنت أبدأ في الكتابة وبعد ذلك عندما أفقد تركيزي أتوقف، أو أذهب إلى مكان آخر، ولكن هناك شيئاً واحداً كان يدور في ذهني، وهو الالتزام بالموعد النهائي الذي حددناه نحن الثلاثة، لذلك كان هذا هو هدفي الذي أحتاجه ليتحقق.
*هل هناك لحظة معينة في الفيلم أسعدتك أكثر؟
لقد استمتعتُ بتصوير مشاهد الاختبار المسرحي، لأنني أردتُ تصوير شيء يشبه إلى حد كبير عملية الاختبار المناسبة التي يعرفها الناس.
يمكنك القول إنّ "قودي سيارتي" هو فيلم وراء الكواليس، لأنه بالنسبة لمسرحية مدتها ساعتان، يجب أن يكون الجميع قد تدربوا لبضعة أشهر، ويمكنك قول الشيء نفسه عن صناعة الأفلام: لقد أمضينا الكثير من الوقت في التصوير. من الممتع للجميع مشاهدة الفيلم كاملاً، لكننا استمتعنا حقًا بصناعته.
باعتباري صانع أفلام، أريد أن أشارك الجمهور هذه المتعة وأعتقد أن هذا هو السبب وراء طول المَشاهد في هذا الفيلم، لأنني أردت مشاركة متعة السينما.
*هل ثمة أي تحديات واجهتها أثناء تحقيق الفيلم؟
كان كل شيء صعباً في صناعة الفيلم، لكن الشيء الأكثر تحدياً هو خلق أفضل بيئة لجميع الممثلين ليقدموا أفضل ما لديهم، لأنه كما تعلمون، هذا الفيلم فيه حوارات كثيرة وكانت الجودة تعتمد بشكل كامل على الممثلين، أكثر من الأفلام الأخرى.
كان طاقم صناعة الفيلم رائعاً وفهم مقدار الجهد الذي يتعين على جميع الممثلين بذله، وكانوا بحاجة إلى احترام ذلك بصدق حتى يتمكنوا من خلق البيئة المناسبة للجميع.