مخاوف من اتساع القتال في حدود لبنان الجنوبية

قضايا عربية ودولية 2023/10/16
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

متغيرات متسارعة وخطيرة تشي بأنَّ الأمر في حدود لبنان مع فلسطين المحتلة يأخذ منحى متصاعداً ومختلفاً عن الأيام السابقة بعد قيام “حزب الله” باستهداف مركز لجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة ما ‏أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيلٍ وجريح، ورد جيش الاحتلال بقصف عمق البلدات القديمة في عيتا الشعب وراميا ومناطق أخرى جنوب لبنان، التي سادها الهدوء الحذر ظهر أمس الأحد عقب جولة القصف.
«حزب الله” الذي أكد قياديوه غير مرة بأنه لن يقف على الحياد في ظل العدوان الصهيوني على غزة، أعلن في بيان له صباح أمس الأحد، بأنه “في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين وأدت لاستشهاد الصحافي ‏عصام العبدالله وجرح عدد من الصحافيين وأيضاً القصف الذي أدى إلى إصابة منزل في شبعا ‏وأدى إلى استشهاد المواطنين خليل اسعد علي هاشم ورباد حسين العاكوم، قامت مجموعة ‏الشهيدين علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري باستهداف مركز لجيش العدو الصهيوني في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة مما ‏أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيلٍ وجريح».
وأعلن الحزب عن استشهاد أحد عناصره في المواجهات المذكورة مع الجيش الإسرائيلي، وجاء في بيان له بهذا الخصوص: “بمزيد من الفخر والاعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد حسين كمال المصري من بلدة جويا جنوب لبنان، والذي ارتقى متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء العدوان الصهيوني على جنوب لبنان».
وأفاد مصدر إعلامي لحزب الله “برفع راية الحزب عند موقع الراهب العسكري الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان”، كما استهدف الحزب دبابة “ميركافا” بواسطة صاروخ موجه وقد ردت إسرائيل بقصف منازل عيتا الشعب بالقنابل الفوسفورية.
من جانبه، اعترف الجيش الإسرائيلي عن “ تعرض موقع عسكري إسرائيلي حدودي لإطلاق نار من لبنان بعد قصف شتولا”، مشيراً إلى انه “تم إغلاق كل المناطق على مسافة 4 كم من الحدود اللبنانية وحظر الحركة فيها”، وأضاف أنَّ “الجيش الإسرائيلي يواصل شن هجمات على جنوب لبنان في أعقاب إطلاق النار».
وفي رد اتخذ طابعاً هستيرياً قام الجيش الإسرائيلي بقصف عمق البلدات القديمة، بلدة رامية الجنوبية وعيتا الشعب وخراج بلدة رميش الجنوبية ومناطق أخرى، ولاحظت “الصباح” انطلاق سيارات الاسعاف التي هرعت بالتوجه إلى البلدة القديمة في عيتا الشعب بعد القصف الإسرائيلي، وتفيد المعلومات بأنَّ الجيش الإسرائيلي أغلق طرقاً مؤدية لبلدات قرب الحدود مع لبنان وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة، كما أنه طلب من سكان شمال إسرائيل إحكام غلق أبواب منازلهم خشية تسلل مسلحين من جنوب لبنان.
بدوره، حمّل الناطق العسكري الإسرائيلي، “دولة لبنان المسؤولية عن إطلاق النار من أراضيها”، مشدداً على أنَّ “الجيش الإسرائيلي سيتحرك في كل مكان بالشرق الأوسط لتحقيق احتياجاتنا الأمنية».
إلى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” وممثلها في لبنان إحسان عطايا، أمس الأحد، تعليقًا على عملية الظهيرة جنوبي لبنان أمس الأول، أنَّ “العملية العسكرية كبّدت العدو قتلى وجرحى، وتأتي في إطار وحدة الساحات والجبهات، وتحمل رسالتين، الأولى: قطْع الطريق على مشاريع التوطين في لبنان من خلال إصرار الشعب الفلسطيني على القتال حتى تحرير أرضه والعودة إلى دياره، لأنه على قناعة بأن العدو الإسرائيلي لن يقوم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ولا سيما القرار 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض، وأن القوة هي التي تجبر المجتمع الدولي على الاستماع إلى الحق الفلسطيني وأن الجيل الجديد مصر على العودة حتى لو دفع حياته ثمناً لتحرير الأرض».
ولفت إلى أنَّ الرسالة الثانية هي “أنَّ العملية أعادت تصويب بوصلة السلاح الفلسطيني بأنه ليس للاقتتال ولا الفتن ولا لتهديد السلم الأهلي اللبناني أو استقرار المخيمات. وإنما هو سلاح مُقاوِم له وظيفة وعنوان وهدف هو التحرير والعودة».
إلى ذلك، أعلنت “كتائب القسام” أنَّ مجموعة من مقاتليها في لبنان تقدمت للنفاذ نحو فلسطين المحتلة وتمكنت من الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي والانسحاب بسلام، فيما قتل 3 منهم يوم أمس الأول السبت بغارات.