المرأة والبناء الحضاري والتنمية

آراء 2023/10/17
...

  وجدان عبدالعزيز


وكل إنسان سواء رجل، أم امرأة اذا ما توافرت الظروف الموضوعية، لاخذ دوره حرا، سنتوقع نجاحه في الادارة والانجازات، والظاهر أن المرأة 

في مجتمعنا العراقي تتعرض لعدم تمكينها، وكما قال في مفهوم تمكين المرأة جون فريدمان: (إنّ مفهوم التمكين ينشأ نتيجةً عن تفاعل ثقافات المجتمع 

المحليّة، والسياسية، والاجتماعية معاً، فهو يؤمن بوجود ثلاثة أنواع من السلطات؛ وهي السلطة السياسية، والسلطة الاجتماعية، والسلطة النفسية، فالسلطة السياسية لها تأثير واسع من خلال العمل 

الجماعي واتّحاد الأصوات، أمّا السلطة الاجتماعية، فهي تنشأ من معالجة المعلومات والمهارات المجتمعية، إضافةً إلى دور القوة النفسية في مفهوم التمكين كإحساس فردي بالقوة يظهر في السلوك، كزيادة احترام الذات والثقة بالنفس)، ونحن نعيش المسارات الديمقراطية في البناء والتنمية في بلدنا العراق بعد عهد الدكتاتورية، ووجود حرية الخيارات، فلا بد من فتح المجالات امام طاقات المرأة والشباب 

واستيعاب أفكارهم في البناء والنهوض الحضاري للدولة، ومن الظروف الملائمة جعل المرأة تشعر بقيمتها وذاتها وحقها في الوصول، وبهذا أتحنا الفرصة للاستفادة من قدراتها الكامنة، وتطوير أساليب نهوضها من خلال الاهتمام بتدريبها مهنيًّا، وعلى القيادة السياسيَّة، ومن ثم فهم 

المساواة بين الجنسين على أساس العمل والانتاج، اي اقامة العدل والمساواة، واستيعاب المبادرات المجتمعية بهدف تعزيز علاقة المساواة بين الجنسين، ومن هذا الانطلاق ممكن استيعاب قضية تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، بما يجعلها قائدة ناجحة اسريا داخل الاسرة، وعمليا داخل مجال العمل، ومن ثم تعزيز الروح القانونية لمعرفة ما على المرأة وما لها، وبهذا الاجراء ضمنّا للمرأة معرفة القدرة الفردية لها، وكذا 

قدرتها في العمل الجماعي والعمل الاجتماعي، ومن هذا (وفي إطار التمكين السياسي للمرأة، طالب مؤتمر بكين 1995 بتخصيص مقاعد برلمانية للمرأة في البرلمانات، (وهو ما يطلق عليه مشروع الكوتا)، ودعا هذا المشروع إلى ضرورة رفع التمثيل 

النسائي إلى نسبة لا تقل عن 30 بالمئة ببلوغ العام 2005، واتخذت عدد من الدول العربية قرارات متقدمة في هذا الصدد)، واذا اردنا تطوير مسيرة المرأة، جعلها تشارك في اللجان العامة والمواقع القيادية ومواقع اتخاذ القرارات، وكما أشرنا سابقا إتاحة فرص التدريب وغيرها.. ولا شك أن المرأة لعبت أدوارًا مهمة في نهضة المجتمعات على مر الدهور والأزمان.