*عدنان الفضلي
صدرت عن دار ومنشورات رامينا في لندن رواية "البنادق الصدِئة" للروائي عبد القادر سعيد تحت عنوان (البنادق الصدئة) يتناول من خلالها الروائي حياة أسرى العراق في سجون إيران، متخذا من شخصية كرديَّة عراقيَّة (عمر) تقع في الأسر خلال الحرب لتبدأ حكاية تجمع بين المعاناة والقهر والانتظار وبين الأمل والخيالات الجميلة.
تنظلق الرواية من حيث يقاد الشاب الكرديّ (عمر) إلى الجيش ضمن ما يسمى بالخدمة الإلزامية، حيث جبهات القتال ضد إيران، فيكون قدره أن يقع في الأسر ويرمى في ظلمات السجون التي لم يعتدها، فلا يجد متنفساً للترويح عن نفسه بغير الكتابة والتدوين، حيث يفتح خياله الخصب ليكاتب زوجته التي يعشقها (سارا) التي تركها في كردستان. يضعنا الروائي في معاناة أخرى يعيشها بطل روايته، وهي أنه حين جعل من الكتابة متنفسه الوحيد، كان يعيش حزناً آخر يتمثل في عدم حصوله على ردود من حبيبته أو زوجته التي يراسلها، لكنه لا يستسلم، ويبقى يمارس الكتابة بصورة مستمرة من دون انتظار الردود.
في الجانب الآخر من الحكاية كانت (سارا) تعيش مأساة أخرى تتعلق بعدم معرفتها لمصير زوجها الذي يسجل رسمياً كمفقود وليس أسيراً، وتبدأ مرحلة اليأس من عودته سالماً بعد مرور الأعوام، فترضخ للضغوطات وتقرر الاستمرار بالحياة من خلال طي زيجتها والبحث عن زواج آخر، فتقترن برجل آخر لكن الصدمة تأتي صاعقة حين تصلها رسالة من زوجها (عمر) فتعيش كابوساً جديداً يتمثل في كونها صارت متزوجة من شخصين في آن واحد.
رغم كل هذه المآسي يضعنا الروائي أمام حياة وسطية يعيشها بطل الرواية، الذي رغم كل شيء يبقى العاشق المتمسك بالأمل وينتظر فرصة أخرى ليعيش الحياة من جديد بجانب زوجته وحبيبته التي لا يستطيع نسيانها، كما أنه يبدأ بكتابة أحوال زملائه في أقفاص الأسر ويصوّر أحلامهم وكيفية تمسكهم بالأمل والحب والجمال، رافضاً الإيمان بالحروب و"البنادق الصدئة" التي لا تأتي بغير الويلات.
الرواية جاءت في 132 صفحة من القطع المتوسط. وقد صمّم غلافها الشاعر والفنان ياسين حسين ولوحة الغلاف للفنان نهاد كولي.
الروائي عبد القادر سعید من مواليد 1957، كاتب وروائي كردي من مدينة السليمانية في كردستان العراق، له خمس روايات وأكثر من عشرة دواوين شعرية، كما أنّ له كتابات في العديد من الدوريات والصحف الكردية، تُرجمت أعماله إلى اللغات العربيَّة والفارسيَّة والألمانيَّة
والإنكليزيَّة.