أحمد أبو سليم
لا تَغسِلوا أَمواتَكم بالماءِ
قد غسل الرَّصاصُ ذُنوبَهم
لا تُشعِلوا في ليلهم ناراً تدفِّئُ بردَهم
فالشَّمس تشرقُ فوق غزَّة
كلَّ يومٍ........ مرَّتينْ
لا تَحفروا أَصواتكم فوق الشَّواهد
عارُكم.... هو عارُكم
والصَّمت أَبلغُ في المقابر
من مقامات الحنينْ
في الموت طفلٌ لم يَجِدْ
قَبراً يلُمُّ عظامهُ
رَجُلٌ يفَتِّشُ عَن مَلامِح وجهِه
بعضُ الثِّيابِ تقيَّأَتْ
جَسداً تعفَّرَ بالتُّرابِ
وَطِفلَةٌ
نَسي المؤذِنُ صوتَه.....
عند الولادَةِ في ثَنايا أُذْنِها
فتقافَزَتْ “الله أَكبر” مع بقايا لحمِها
في الموتِ موتٌ لا يموتُ
كَأَنَّما
للمرءِ يولَدُ صاحبٌ
ظلٌّ قرينٌ واحدٌ
أَمَّا بغزَّة للقرينِ مُقاتلٌ
بَشَرٌ... ولكنْ في الحُروبِ
بأَلفِ أَلفِ مُقاتلٍ
نحنُ الأَوائلُ
لا نَموتُ
دِماؤنا.. نهرٌ يُهرولُ صاعداً...
مثلَ الصِّراطِ المستقيمْ
نحنُ اليقينْ
نحنُ الأَوائلُ
يوم كان الله يعجنُ
من ملامحِ كلِّ طين صورة لسلالة...
من لحمنا
عُجنت بلادٌ سمِّيتْ:
“فلسطينْ”