التخطيط والمباغتة في صولة طوفان الأقصى

آراء 2023/10/18
...

احمد أبو ريشة

في السياقات الحربيَّة المعتادة يبدأ القصف التمهيدي لشل حركة العدو وإضعاف قدراته، على خلاف ما ابتدأت به عملية طوفان الأقصى حيث كان عامل المباغتة اللاعب الأهم في تحقيق النصر
وتكبيد العدو خسائر فادحة من حيث الأرواح والممتلكات والمعنويات فاستطاعت المقاومة الفلسطينية، من خلال (طوفان الأقصى) في 7 أكتوبر أن تقدّم درساً عسكرياً غير مسبوق فاق درس 6 أكتوبر في (عبور خط بارليف) وأعتقد أنها حققت بعنصر المباغتة والصدمة ما لم تحققه أعتى جيوش العالم وأقواها تسليحاً، فقد ظهر أنها كانت طوال الوقت المنصرم تعمل بصمت في تطوير قدراتها وتقنيات أسلحتها، ما مكنها من تحييد كل عناصر القوّة التسلحية للعدو داخل أرض المعركة، من خلال الاشتباك المباشر داخل المستوطنات بطريقة هوليوودية مرعبة وخيالية، واستطاعت من أول ساعة أن تحصل على أهم الغنائم بأسر العشرات من عناصر الجيش المحتل وقياداته، ونشرتهم في أنفاق غزة للتمترس وحماية مقدرات المقاومة الأمنية، وقد لجأ العدو بسبب هذا التكتيك لقصف المدنيين وفضح عجزه أمام قدرات المقاومة النوعية، في الوقت الذي وصلت فيه صواريخ المقاومة إلى جميع المستوطنات المحتلة، بما فيها عاصمة الاحتلال المزعومة، حتى توقف مطارها المكتظ بالهاربين من جحيم الحرب إلى مواطنهم التي جاءوا
منها.
كما أن المقاومة درست قدرة العدو على مواجهة المباغتة، واستطاعت فرض سيطرتها على خطوط العدو الدفاعية وتمكنت من إبادة القوة الدفاعية وأسرت هذا العدد الكبير من قوات العدو.
برأيي انتصرت المقاومة الفلسطينية أيّاً كانت النتيجة، وما بعد 7 أكتوبر (طوفان الأقصى)، لن يشبه ما قبلها على صعيد الصراع في المنطقة والعالم، فنحن على أعتاب مرحلة جديدة ومفاجآات كبيرة، ستكون بالتأكيد نتائجها السياسيَّة والعسكريَّة لصالح الفلسطينيين.