مرصد أوروبي: «ربع قنبلة نووية» ألقيت على غزة
غزه: وكالات
حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدول التي رفضت مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن لوقف القتال وفتح ممرات إنسانية، مسؤولية استمرار نزيف دماء المدنيين في قطاع غزة.وجاء في بيان الحركة: " نعرب في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن بالغ استهجاننا واستنكارنا لمواقف الدول التي صوّتت ضد مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن والذي يدعو إلى وقف (إطلاق نار إنساني) لفتح ممرات إنسانية لمساعدة وإنقاذ المدنيين في قطاع غزة".
وأكد البيان، أنَّ " تلك المواقف تمنح الاحتلال الصهيوني الضوء الأخضر لارتكاب مزيد من جرائمه وتصعيد حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، في مخالفة صريحة لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية".
وبحسب المشروع الروسي، يدعو مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار في غزة وإلى إطلاق سراح جميع الرهائن وتهيئة الظروف لإجلاء المدنيين، ولضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عائق.
ولم يحصل القرار على الأصوات التسعة المطلوبة، إذ صوتت 5 دول لصالحه، وعارضته 4 هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان فيما امتنعت 6 عن التصويت، وكان القرار الروسي ينص على أن "يدعو مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لأسباب إنسانية لإطلاق النار يكون مستداماً ويحظى بالاحترام الكامل".
مرصد أوروبي
إلى ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إنّ "اعتداءات إسرائيل الجوية والمدفعية الدموية على قطاع غزة حولته إلى حفرة من الجحيم، ينتشر فيها الموت والدمار في ظروف إنسانية بالغة التعقيد".
ووثق المرصد استشهاد 14 فلسطينياً على الأقل بمعدل كل ساعة، وتم حتى الآن إسقاط أكثر من 6000 قنبلة على القطاع المكتظ بأكثر من مليوني نسمة، بما يوازي "ربع قنبلة نووية".
وذكر المرصد أنَّ "المدنيين في غزة من دون أي ملجأ وينزحون من الموت إلى الموت في واقع غير إنساني، في وقت تنعدم خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت، وانعدام غير مسبوق وبالغ الخطورة للأمن الغذائي".
كما أبرز المرصد أنّ استمرار "إسرائيل" في تكثيف هجماتها الجوية والمدفعية على كافة أنحاء قطاع غزة، شملت تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتسببت بإبادة ما لا يقل عن 82 عائلة قضى 5 أشخاص على الأقل من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة. ووثق المرصد الحقوقي الدولي، تدمير هجمات الاحتلال الإسرائيلي 2650 مبنى سكنياً، وتضرر نحو 70 ألف وحدة سكنية بشكل بالغ وجزئي، بينما تم تدمير 65 مقراً حكومياً، كما ألحق العدوان الإسرئيلي، دماراً بما لا يقل عن 71 مدرسة، وتدمير 145 منشأة صناعية، و61 مقراً إعلامياً، فضلاً عن هدم 18 مسجداً، وإلحاق دمار بعشرات المساجد وكنائس أثرية قديمة.
مجازر متواصلة
في غضون ذلك، واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، قصفها لمناطق عدة في قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي، وسط انقطاع الماء والكهرباء والغذاء وانهيار يشهده القطاع الطبي.
وارتكب الاحتلال مجازر جديدة في رفح وخان يونس جنوبي القطاع من جرّاء قصفه مباني سكنية، ما أدّى إلى وقوع أكثر من 50 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال.
وأكّدت تقارير خبرية، وصول عدد كبير من الشهداء إلى المشافي، فيما المقابر لم تعد قادرة على استقبال الجثامين في حرب الإبادة هذه التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزة، ومازال القطاع بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا إنترنت، وسط نقص فادح في الأدوية وعجز في سيارات الإسعاف.
وزارة الصحة الفلسطينية وفي إحصائية جديدة تحدّثت عن تسجيل 2837 شهيداً ونحو 12 ألف جريح في عدوان الاحتلال المستمر على غزة، وأشارت إلى أنّ المنظومة الصحية في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظلّ المجازر الإسرائيلية.
دعم أميركي
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم: إنَّ نحو 2000 جندي يستعدون للانتشار في إشارة إلى استعداد واشنطن لمساعدة القوات الإسرائيلية حال حدوث غزو بري لغزة.
وقال المسؤولون: إنَّ القوات لن تخدم في "دور قتالي" ولكن سيتم تكليفها بـ"الدعم الطبي أو المهام الاستشارية"، وبحسب الصحيفة فلم يتم حتى الآن نشر الجنود، وإذا تم نشرهم فسوف يذهبون إلى دولة مجاورة ليكونوا مستعدين لدعم إسرائيل في الحرب ضد الفلسطينيين.
ووصلت "جيرالد فورد" أقوى وأغلى حاملة طائرات أميركية في العالم قبالة سواحل فلسطين المحتلة، أمس الأول الاثنين، بعد أن أعلنت واشنطن نشرها في البحر المتوسط، في أعقاب الحرب الدائرة هناك. وبعد وصول "جيرالد فورد"، بالبحر المتوسط قرب غزة، تترقب المنطقة وصول حاملة الطائرات الأميركية "دوايت أيزنهاور"، خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك في خطوة نادرة، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، التي أشارت إلى أن ذلك يأتي ضمن حزمة مساعدات تقدمها واشنطن لإسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس".
مواقف دولية
في المواقف السياسية الدولي، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية - الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس الثلاثاء، أنّ التهديد بتوسيع "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" لا يزال قائماً.
وقال بيسكوف: إنّ "التهديد بتوسيع هذا الصراع يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها وإلى كارثة إنسانية أكبر"، وأشار إلى أنّ الرئيس فلاديمير بوتين " لم يطرح بعد مبادرة سلام لحل الصراع بين فلسطين وإسرائيل"، مؤكّداً أنّ "إطلاق مبادرة سلام يجب أن يتم العمل عليها مع الجميع، لفهم مواقف الأطراف وفهم جميع التطورات".
من جانبه، حذّر المرشد الأعلى في إيران، السيد علي خامنئي، من أنّ أحداً " لن يكون قادراً على الوقوف بوجه المسلمين وقوى المقاومة، إذا استمرت جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة".
وشدّد، خلال لقاء النخب وأصحاب المواهب العلمية المتفوّقة، على "وجوب ألا تطلب الأطراف الأخرى لاحقاً منع فريق ما (المقاومة)، من القيام بفعل ما"، مشيراً إلى أنّه "لن يتمكّن أحد من منعهم، إن ضاقوا ذرعاً بما يحدث".
وأضاف، أنّ الاحتلال الإسرائيلي، مهما فعل، " لن يستطيع تعويض الهزيمة الفاضحة التي تعرّض لها"، مشدّداً على ضرورة إيقاف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، دعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وقال خلال برنامجه الأسبوعي "مع مادورو أكثر": إنّه يؤكد على الدعم الكامل والمطلق من فنزويلا والحكومة البوليفارية للقضية الفلسطينية والاستقلال وتقرير المصير ووجود دولة فلسطينية، والدعم المطلق للاتفاقات التي تم التوصل إليها من جانب الأمم المتحدة، ومن قبل مجلس الأمن الدولي.
كما اقترح مادورو، عقد مؤتمر دولي طارئ وعاجل للقوى العظمى، يتم التوصل إلى اتفاق يفيد جميع الشعوب، ليتوقف العنف، وتتوقف الحرب، معتبراً أنّ "هذا هو السبيل الوحيد".
وقبل أيام، أكّد مادورو، أنّ بلاده في خط المواجهة الأمامي للتضامن مع فلسطين، مشدداً على أنّ "البوليفارية لا يمكن أن تظل صامتة في وجه الظلم".
ودانت كاراكاس في بيان رسمي، "الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها حكومة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والتي تهدد السلام والأمن الدوليين، وتنتهك مبادئ وأسس ميثاق الأمم المتحدة". في سياق متصل، انسحبت وزارة التعليم الماليزية من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام، متهمة المنظمين باتخاذ موقف مؤيد للاحتلال الإسرائيلي، وسط تزايد الانقسامات العالمية حول حق الشعب الفلسطيني في أرضه وحياته، مع استمرار العدوان الإسرائيلي الإجرامي على المدنيين الفلسطينيين.
وجاء قرار ماليزيا بالانسحاب مما يعد أكبر معرض كتاب في العالم، بعد أن قالت الجمعية الأدبية "ليتبروم" إنّها "ستؤجّل حفلاً لمنح جائزة لمؤلف فلسطيني عن روايته في هذا الحدث، في أعقاب الهجوم الذي نفذته (حماس) الأسبوع الماضي ضد إسرائيل".
وأعلن منظم المعرض أيضاً، عبر "فيسبوك"، أنّه "سيجعل الأصوات اليهودية والإسرائيلية مرئية بشكل خاص" في نسخة هذا العام.
وقالت وزارة التعليم الماليزية في بيان: إنّ "الوزارة لن تغضّ الطرف عن العنف الذي ترتكبه إسرائيل في فلسطين، والذي ينتهك بوضوح القوانين الدولية وحقوق الإنسان" وأضافت أنّ "قرار (الانسحاب) يتماشى مع موقف الحكومة بالتضامن وتقديم الدعم الكامل لفلسطين".
ودعا رئيس الحكومة الماليزية أنور إبراهيم، أمس الثلاثاء، إلى "الوقف الفوري للقصف على غزة وفتح ممر إنساني"، وذلك في أعقاب محادثة هاتفية مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وأكّد أنّ الماليزيين متضامنون مع الشعب الفلسطيني ومع غزة في معركة "طوفان الأقصى".