بيروت: جبار عودة الخطاط
القاهرة: إسراء خليفة
حالة من السخط الشديد شهدها الشارع اللبناني بعد المجزرة الإسرائيلية بحق الأبرياء العزل في المستشفى المعمداني في غزة، فقد انطلقت تظاهرات ناقمة في مختلف المناطق اللبنانية منددة بالإجرام الصهيوني ومطالبة بالرد، بينما أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مذكرة أعلن فيها الحداد الوطني على الشهداء والضحايا.
وأصدر حزب الله بياناً دعا فيه اللبنانيين للتظاهر والتجمع في عدة مناطق لبنانية "تضامنًا مع غزة الصمود، واستنكارًا للمجازر الصهيونية الوحشية بحق أطفال الأمة. وشجبًا لتآمر أميركا، وصمت العالم المتخاذل والمتفرج على إبادة شعب أبي. ونصرة للقدس وفلسطين على أيدي مجاهديها الأبطال".
وتدفقت الحشود الجماهيرية للتظاهر رفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة ومساندة لملحمة "طوفان الأقصى"، وتوجهت مجاميع كبيرة صوب منطقة عوكر حيث مقر السفارة الأميركية في بيروت وقاموا برشقها بالحجارة وأحرقوا المدخل الخارجي لها، ورفعوا شعارات ضد الموقف الأميركي (المنحاز للعدو الإسرائيلي في عدوانه على غزة) كما قال لـ"الصباح" متظاهرون، بينما تظاهر حشد آخر أمام السفارة الفرنسية ورشقوها بالحجارة ونددوا بالموقف الفرنسي الذي وصفوه بـ( المخزي ).
بدوره، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مذكرة أعلن فيها أنَّ يوم الأربعاء "هو يوم حداد وطني على الشهداء والضحايا الذين يسقطون نتيجة المجازر والاعتداءات التي يرتكبها العدو الإسرائيلي وآخرها المجزرة التي استهدفت المدنيين العزل في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة وشكّلت وصمة عار في سجل الإنسانية. وعليه، تُنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة حداداً وتعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع هذا الحدث الجلل".
إلى ذلك، شهدت جبهة لبنان الجنوبية سخونة لافتة تخللها اشتباك ناري بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وقد نشر الإعلام الحربي في حزب الله مشاهد لاستهداف عناصر الحزب لدبابة "ميركافا" تابعة للجيش الإسرائيلي في موقع البياض بالصواريخ الموجهة، حيث حققوا فيها إصابات مؤكدة.
فيما تعرضت المنطقة الحرجيّة في أطراف بلدة علما الشعب لقصف إسرائيلي وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، بسماع دوي انفجارات على الحدود مع لبنان.
في غضون ذلك، ذكر الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، أنّ "حفظة السلام التابعين لليونيفيل لا زالوا في مواقعهم ويقومون بمهامهم".
ولفت إلى أنّ "عملنا مستمر، بما في ذلك الأنشطة المنتظمة مثل عمليات تبديل القوات داخل وخارج لبنان. ليست لدينا أي خطط للمغادرة، ونحن نبذل قصارى جهدنا على مدار الساعة لنزع فتيل التوتر ومنع المزيد من تدهور الوضع".
في سياق متصل بالحدث الفلسطيني، ولكن من القاهرة هذه المرة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي عقده مع المستشار الألماني أولاف شولتز: إن "ملايين المصريين مستعدون للتظاهر تعبيراً عن رفض تهجير الفلسطينيين من غزة"، مشيراً إلى أنّ "الرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض"، وأكد أن "مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية أو أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرياً من أرضهم، وأن يأتي ذلك على حساب المنطقة".
ولفت إلى أنَّ "مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه ونضال الشعب الفلسطيني"، موضحاً أنَّ" تصفية القضية الفلسطينية في غاية الخطورة، ونرى أنّ ما يحدث في غزة الآن ليس فقط الحرص على توجيه عمل عسكري ضد (حماس)، وإنما محاولة لدفع السكان المدنيين إلى اللجوء للهجرة إلى مصر".
وعن غلق معبر رفح، قال السيسي: إن "مصر لم تغلق معبر رفح منذ بداية الأزمة، لكن القصف الإسرائيلي حال دون تشغيله"، داعياً إلى "السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مبيناً أن "استمرار العمليات العسكرية ستكون له تداعيات على المنطقة وأنه سيخرج عن السيطرة"، معرباً عن قلقه البالغ "إزاء استمرار العمليات العسكرية في غزة، محذرًا من أن "هذا الاستمرار قد يؤدي إلى تفاقم الصراع واندلاع أعمال عنف أكثر تعقيداً".
وتناولت المباحثات بين الرئيس المصري والمستشار الألماني أولاف شولتس، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة في غزة، والاتصالات المكثفة مع طرفي الصراع وكل الأطراف الدولية والإقليمية على مدار الأيام الماضية.