مساعدات «محدودة» عبر رفح إلى غزة والاحتلال يواصل القصف

قضايا عربية ودولية 2023/10/22
...

 القدس المحتلة: وكالات

فتح معبر رفح أبوابه، أمس السبت، مما سمح بدخول أول شحنة مساعدات من مصر إلى قطاع غزة، وبث التلفزيون المصري على الهواء مباشرة، دخول دفعة من شاحنات المساعدات إلى غزة عبر المعبر، الذي ظل مغلقاً منذ بدء التصعيد في القطاع، وقالت حركة "حماس": إنَّ 20 شاحنة مساعدات من المفترض أن تدخل عبر المعبر، تحمل أدوية ومعدات طبية وكميات محدودة من الأغذية، لكن الحركة اعتبرت أنَّ "القافلة الأولى من المساعدات التي ستدخل من معبر رفح محدودة، ولن تغير الوضع الكارثي بالقطاع".
ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى فتح المعبر بشكل دائم وذلك في ظل الاستعدادات لنقل الجرحى للعلاج في الخارج، ولإدخال مساعدات من خلاله برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، مبينة أنَّ الحديث عن إدخال 20 شاحنة فقط من المساعدات إلى جنوب قطاع غزة فقط هو محاولة أميركية إسرائيلية لذر الرماد في العيون ولخداع الرأي العام بحل الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة.
وشددت على أنَّ قطاع غزة بحاجة إلى كميات أكبر من ذلك بكثير من المواد الطبية والأغذية، وأنه كان يدخل القطاع قرابة الـ 500 شاحنة يومياً وهو دون الحد الأدنى الطبيعي والمطلوب في ظل الحصار الإسرائيلي.
من جهته شدّد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث على أنَّ هذه القافلة يجب ألا تكون الأخيرة، ودعا لضرورة توفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود إلى سكان غزة بطريقة مستدامة وآمنة ودون عوائق.
وينصب الاهتمام الدولي على إيصال المساعدات إلى غزة عبر نقطة الدخول الوحيدة التي لا تسيطر عليها إسرائيل، وهي معبر رفح الذي ظل خارج الخدمة منذ بدء "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة قبل أسبوعين.
في غضون ذلك، قال جيش الاحتلال الصهيوني: إنه سيواصل القصف والغارات المكثفة على غزة، وتواصل تل أبيب عدوانها على القطاع وشن غارات مكثفة، مخلفة دماراً هائلاً وأكثر من 4300 شهيد، و13 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، كما تواصل قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن سكان غزة، مما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة.
من جانبه، أعلن الإعلام الحكومي في غزة تدمير 5500 مبنى سكني بصورة كلية كانت تضم 14 ألفاً و200 وحدة سكنية جراء القصف الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ 7 تشرين الأول الجاري، في حين تضررت نحو 133 ألفاً و370 وحدة سكنية بشكل جزئي، منها 10 آلاف و127 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، إضافة إلى 62 مقراً حكومياً وعشرات المرافق العامة والخدماتية.
إلى ذلك، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الكونغرس الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 106 مليارات دولار، بينها 14 ملياراً مخصصة لإسرائيل، في حين أفادت استطلاعات رأي بأنَّ غالبية الأميركيين تعارض طريقة تعامل الرئيس مع الحرب في غزة.
وقد توجه بايدن إلى الكونغرس بطلب غير مسبوق خلال ولايته، ويقول محللون أميركيون: إنه يتماشى مع الأزمات غير المسبوقة التي تواجهها إدارته.
وتخصص إدارة بايدن تمويلاً يصل إلى 14 مليار دولار لإسرائيل خلال عدوانها على غزة. وتم رصد أكثر من 10 مليارات دولار لتعزيز الدفاعات الجوية واستبدال مخزون الذخائر الذي استخدمته إسرائيل في حربها حتى الآن، في المقابل، تم تخصيص 61 مليار دولار لدعم أوكرانيا. وفي مسعى لإرضاء الجمهوريين، يتضمن طلب بايدن مبلغاً قدره 6،4 مليارات دولار من أجل أزمة الهجرة عند الحدود الجنوبية مع المكسيك.
وتأتي هذه الحزمة، بينما يظهر استطلاع للرأي أعدته شبكة "سي بي إس" أنَّ أغلبية الأميركيين تدعم إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، في المقابل لم يحظ إرسال أسلحة أميركية إلى إسرائيل إلا بتأييد 48 %.
وقالت أغلبية 56 %: إنها لا تدعم الطريقة التي يتعامل بها الرئيس الأميركي مع ملف "التصعيد بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل"، بينما عبرت نسبة 44 % عن تأييدها لإدارة الرئيس للملف.
بدوره، أقر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالأثر العاطفي الذي تركته الحرب بين إسرائيل و"حماس" على موظفيه، وسط تقارير إعلامية أفادت عن التخطيط لعصيان داخل الوزارة، احتجاجاً على طريقة تعامل واشنطن مع هذا النزاع.
وأعلن مسؤولون استقالتهم من الخارجية الأميركية احتجاجاً على نهج إدارة بايدن في التعامل مع الأزمة، وأوضح جوش بول أنَّ استقالته جاءت بسبب "الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدتنا الفتاكة المستمرة لإسرائيل".
وهذا الأسبوع، ذكر موقع "هافينغتون بوست" أنَّ موظفي وزارة الخارجية مستاؤون من السياسة الأميركية حيال النزاع في الشرق الأوسط، حيث تحدث أحدهم للموقع عن "عصيان" يجري التخطيط له في الوزارة.
وعمّت تظاهرات حاشدة مدناً عربية وإسلامية ودولية تنديداً بمجازر العدوان الإسرائيلي على غزة، والقصف المتواصل الذي تتعرض له منذ أسبوعين.
وخرج مئات الآلاف من فلسطين والقاهرة والدوحة وتونس وبغداد والبحرين إلى الأردن وسوريا والعراق وغيرها، ومن الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وسويسرا وماليزيا وأفغانستان وإيران إلى الجبل الأسود وشمال مقدونيا تضامناً مع قطاع غزة وتنديداً بالحرب والحصار.
وفي جبهة الشمال، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت مقتل ضابط في سلاح الاحتياط وإصابة 3 آخرين خلال تبادل لإطلاق النار مع مقاتلين من حزب الله اللبناني على الحدود مع لبنان.
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية أفادت بأنَّ حزب الله استهدف قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برنيت، معلناً تحقيق إصابات أكيدة فيها بين قتيل وجريح.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان فجر أمس السبت، أنه هاجم سلسلة من الأهداف العسكرية لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، بينها تجمعات عملياتية وبنى تحتية، رداً على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وإطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية الليلة الماضية.