{يا حسين.. أربع رايات} كشف المسكوت عنه في التاريخ

ثقافة 2023/10/23
...

 صباح محسن كاظم

شهد جمهور الناصرية عرضا سينمائيا للفيلم العراقي الروائي {ياحسين.. أربع رايات} في قاعة كلية الطب - جامعة العين بالناصرية لما يقرب من ساعتين، يعد الفيلم من التجارب السينمائية العراقية الجديدة، التي عالجت أحداثا معاصرة، تماهياً مع واقعة الطف وشهادة الإمام الحسين (ع)، اذ تناول المسكوت عنه في تاريخنا المعاصر، وشاهد الفيلم حشد كبير من أساتذة الجامعات والنقاد والفنانين والفنانات وعامة الحضور..

عملت معظم الفضائيات العاملة على تغطيته ومحاورة كادر الفيلم الأول، الذي يناقش درامياً "الطف ومشّاية الأربعين" طوال عقود معاصرة من 1963 إلى اليوم.. شارك فيه 217 ممثلا وممثلة، طوال عام وشهرين بجهد كبير من ساعات الصباح المبكر إلى منتصف الليل ببساتين الفضلية والسديناوية، فضلا عن مناطق مختلفة، قدمه المخرج حيدر مكي الذي قال:

يتناول "يا حسين.. أربع رايات" المسيرة الحسينية الشريفة من الجانب الإنساني والتاريخي، من خلال تسليط الضوء على الشهداء والمعتقلين، الذي ضحوا بأنفسهم، وهناك قصدية بإهمال تلك التضحيات للتغطية على حقبة الفاشستية.

فلولاهم لما كانت المسيرة الحسينية المدهشة التي تجاوزت الأربعة والعشرين مليونا مع الخدمات المتوفرة، والرقي في التعامل وحرية التعبير عن الشعائر الحسينية الشريفة، والأمان المرافق للزائرين من محافظاتهم حتى وصولهم إلى كربلاء المقدسة.. وللتفصيل أكثر فإن الفيلم يتناول في الراية الاولى قصة تأسيس الراية، التي انبثقت بعد استشهاد السيد (محمد باقر الصدر)، وإعدام كل من يحاول السير إلى كربلاء، فالراية الاولى قصة اعتقال سيد مسلم وتعذيبه واعدام ولديه أمامه في الزنزانة لانتزاع الاعترافات منه عن مكان الراية، فيسقى بـ"طاسة" الخلاص من يد الحسين (ع) داخل الزنزانة قبل إعدامه بلحظات ولم يعترف. 

وتتناول الراية الاولى كذلك قصة الزوار الخمسة وملاحقتهم من قبل البعثيين، المتمثلة في شخصية (ابن حسنة) رجل النظام عضو بعثي فاسد، الذي حضر بكل الأدوار بمساحة الفيلم، كانت الشخصيات الخمس انعكاسًا للفكر الحسيني، من خلال شخصية (علي منجل) أحد ابطال الانتفاضة الشعبانية، وصبري السعدي (شاعر حسيني)، و( صباح محسن) مدرس تاريخ، يسلط الضوء على الثورة الحسينية في الدرس فيعتقل، والشاب غايب الناجي الوحيد من المجموعة، الذي ينقل الراية إلى عام

1999. 

بينما تتناول الراية الثانية الانتفاضة الشعبانية واستشهاد الزوار الاربعة بعد عرض قصصهم الحية في طريق الحسين، وتشابه أولاد صبري الشاعر الحسين بأولاد مسلم، وقصة طوعة حين يسلّم أولاد صبري الشاعر ابن المرأة الحامية لهم إلى البعثيين، بعد فرارهم بين أراضي النجف الزراعية.

تتناول الراية الثانية كذلك قصة استشهاد صاحب، الذي طلبته أمه من الامام المهدي بعد خمس بنات لتسميه (صاحب)، لأنه ولِدَ في 15 شعبان واستشهد في الانتفاضة الشعبانية 15  شعبان.

تتناول الراية الثالثة استشهاد الزوار الأربعة وبقاء غايب، الذي نقل راية (ياحسين ) إلى أبي غايب عام 1999، وهو تاريخ استشهاد السيد (محمد صادق الصدر)، واستمرار المسيرة الحسينية، رغم استشهاد غايب واعدام نهاية اخت زوجة شيخ ماجد، راوي أحداث الفيلم، لأنه من مقلدي السيد الشهيد الثاني 

الراية الرابعة استمرار المسيرة الحسينيَّة، وانتقال الراية إلى أبطال الحشد الشعبي، من خلال الفتوى المقدسة للمرجعية وتحرير الأراضي العراقية، من دنس داعش، وقد أظهر الفيلم بطولة رجال الحشد الشعبي بطرد داعش.. يذكر المخرج حيدر مكي أن للفيلم اجزاء تتبعه: (ياحسين.. الانتفاضة الثعبانية 2)،و(يا حسين.. الحشد المقدس3)،(يا حسين.. يا مهدي4 ).

 في الحقب الأربع يروي الفيلم حقائق صوّرت تاريخ العراق والعشق الحسيني، رغم المنع والرصاص الذي يوجه للزائرين. يستهدف الفيلم الفئات الشبابية التي ولدت بعد عام 2000، التي لا تعرف ما جرى في هذه الحقبة الزمنية وللإعلام العربي، الذي لا يعلم بتفاصيل الحقائق أو يتجاهلها، هناك من يَجهلها بنكران عدائية رجال البعث للمسيرة الحسينية بشكل خاص، وسيرة عشرات المنتفضين والثائرين ضد النظام البعثي القمعي بشكل عام من الوطنيين اليساريين، حيث غُيبت الحقائق بسبب أغلب وسائل الاعلام كانت موجهة ومؤدلجة من قبل النظام الحاكم قبل السقوط، بينما بعد الحرية كان الأمل أن يقدم المسرح والسينما والفن حقائق ما جرى بأرض الرافدين، لكن الفساد المالي وظهور عصابات داعش حالا دون الاهتمام بتاريخ العراق، وما تعرض له جميع الوطنيين من اليساريين والقوميين والمستقلين والإسلاميين من سجون، حاول الفيلم تقديم ذلك.