مُفترقات الطـُرُق.. الآسيوية

الرياضة 2023/10/23
...

علي رياح



نتمنى أن يحمل اليوم والغد نتائج إيجابية مفرحة مطمئنة للكرة العراقية ممثلة بأنديتنا الثلاثة على جبهتي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي.

أستوعب تماماً حقيقة أن ظروف كل مباراة من المباريات الثلاث مختلفة بحكم المكان، وكذلك الجو الكروي الذي تُجرى فيه، لكنني أعرف في الوقت ذاته حجم الرغبة التي تملأ ممثلينا في الخروج من هذه الجولة بما يعزز من حظوظهم، فهي بالطبع جولة مفصلية لها ما وراءها من حسابات ومواقف. القوة الجوية في السعودية، مهمة كبرى ننتظرها بفارغ الصبر لأسباب عدة؛ أولها أنه يخوض مواجهة الاتحاد الصعبة بصفته متصدر المجموعة الثالثة حتى هذه اللحظة، بانتظار ما سيؤول إليه مصير المباراة التي تعثّرت أمام سبهان أصفهان، والجوية يعرف حجم التحدي هذا اليوم، لكنه إذا تمكن من الخروج بنتيجة إيجابية، التعادل مثلا، وهذا مطمع أو مطمح منطقي وعملي بالنسبة لنا دونما تهويل، فإنه سيرسخ أقدامه في واجهة المجموعة، وفي حسابات كرة القدم سيكون لدى الصقور سعي البحث عن الفوز في ديار الفريق المضيف، وستكون هذه نتيجة رفيعة جداً مع أنه احتمال شائك من حيث المبدأ.

الجوية سيلعب اليوم وينتظره بعد أسبوعين فقط استحقاق الإياب مع الاتحاد في أربيل، بمعنى أن لقاء القطب السعودي الكبير في ظرف أسبوعين سيحمل المفترق الحقيقي الذي سيفرز معظم حظوظ فريقنا الكبير الذي حقق التطلعات حتى الآن في جولتيه الماضيتين، وسيتعين عليه الخروج بأفضل حصيلة من لقاءي الاتحاد، وبعدها سنرى أبواب التأهل إلى الدور المقبل وقد فتحت أمامنا للاستمرار في صراع (الأبطال).

المباراة أمام الضيف النجمة اللبناني ستكون، هي الأخرى، مفترقاً آسيوياً أمام الزوراء الذي لا يملك سوى نقطة واحدة من مباراتين، لكنه يملك قدراً من الأمل في الاستمرار شريطة أن ينتزع الفوز اليوم ليكون بمثابة الانطلاقة المختلفة التي ستبعث جانباً من شعور الارتياح لدى قطاع واسع من أهل الكرة، أما البديل الذي سيكون متاحاً أمام النوارس، فهو التعثـّر لا سمح الله، وعندها سيدخل في حسابات معقدة لن يتوفر له فيها المزيد من الفرص لمراجعة أوضاعه وبالتالي تعديل المسار.

الفوز وحده سيخرج الزوراء من هذا الخانق الضيق الذي نجم عن خسارة وتعادل، وأرى الفوز ممكناً جداً لفريقنا ومدربه حسام البدري، وعندها ستختلف الحسابات وسيكون شعور الرضا لدى القواعد الجماهيرية لهذا الفريق أساساً للمزيد من النجاحات.

في الجولة الثالثة من كأس الاتحاد الآسيوي، ستتجه الأنظار غداً إلى الكهرباء وهو يلعب خارج الديار أمام الوحدات الفريق الأردني العريق، ولديَّ القناعة التامة بأن فريقنا الكهرباء الذي مثل ظاهرة هي الأبرز في ظواهر الموسم الماضي، وفي جعبته الآن أربع نقاط من مباراتيه السابقتين، قادر على أن يمضي قدماً في هذه البطولة. صحيح أن الفريق لا يملك العمق التاريخي في هذه المسابقة، لكنه يملك – بالمقابل -الميزة الأهم وهي أنه يؤدي بشكل رائع ولدى لاعبيه وطاقمه التدريبي الإصرار على نيل قمة المجموعة في خاتمة المطاف، وهو هدف أراه قريب المنال بالنسبة للكهرباء شريطة أن يخرج من (مفترق) الغد بنتيجة الفوز أو حتى التعادل في أقل تقدير.