حلقة مفرغة

الرياضة 2023/10/24
...

خالد جاسم

*لم أفاجأ إطلاقا بتفاصيل الحديث الصريح الذي نطق به لسان رعد حمودي رئيس اللجنة الأولمبية، في المؤتمر الصحفي الذي كرس لاستعراض واقع المشاركة العراقية الخجولة في الآسياد، وآفاق عمل المرحلة المقبلة بكل ما تحتويه من تفاصيل مختلفة، برغم أن حمودي قد تطرق إلى بعض منها بصراحة متناهية, وعندما أقول إنني لست متفاجئا بما احتوته إجابات الكابتن حمودي بكل ما تضمنته من صراحة ومباشرة ووضع للنقاط على الحروف التي يحسبها البعض تائهة أو ضائعة في خضم ما يشبه الدورة المتجددة الحياة لمنطق الفوضى التي تعانيها كامل منظومتنا الرياضية لعوامل وأسباب، بعضها موضوعي النشأة يفرضه غياب شبه كامل لآليات العمل المؤسساتي الرصين, والبعض الآخر تفرزه هلامية واقع الحال بكل ما يجيش به من صراعات وتقاطعات وتحالفات غير مقدسة بين كتل وشخوص في المشهد الرياضي، تكاد تكون نسخة طبق الأصل مما يحدث في المشهد السياسي, فلإن منطق البؤس البعيد عن الموضوعية وتقدير واقع الحال الرياضي بكامل تفاصيله، يدفع كثيرين وفي منظور عاطفي بعيد عن العقلانية، إلى تصوير هذا الواقع على أنه عالم وردي وجميل يستوجب منا كسر عقدة التاريخ وتحطيم ما صار يشبه الأسطورة في تاريخنا الرياضي، والذي يجسده وسام من الدرجة الثالثة أحرزه لنا رباع بصري اسمه عبد الواحد عزيز ( رحمه الله ) يكاد يشبه في نسخته الطوباوية وكثير من ملامح رحلته الحياتية صورة أعظم شاعر للحداثة عراقيا وعربيا وهو بصري المنشأ والمنبع اسمه بدر شاكر السياب, نعم لم أفاجأ لأن حمودي تحدث عن واقع مر ومرير ليس قابلا للشفاء من أمراضه وعاهاته في جسد رياضي مثخن بالجراح، ولن تنفع معه جرعات المورفين والحقن المؤقتة المفعول التي تولد أحيانا مضاعفات سريرية تجدد الألم وتصيب الخلايا بالمزيد من التلف كما تصيب الأوردة والشرايين بتمزقات داخلية، ربما ليست منظورة ولكن تفاعلاتها المستقبلية قد تولد نوعا من المناعة المضادة للجسد الذي قد يرفض كل عقار مفيد ومفعول أي دواء حاسم وشاف .
على من نضحك؟ نحن نخدع أنفسنا, وأجدد القول للمرة المليون؛ إننا لا نمتلك المؤهلات ولا المقومات الجديرة بخلق رياضة إنجاز عال, والمال وحده لا يصنع مقومات أبطال من دون حضور عقول نيرة وكفاءات رصينة, شخصيا لا أدافع عن اللجنة الأولمبية, لكن من الحرام وليس من الجائز تحميلها مسؤولية خراب عقول وتدهور أخلاق وفساد يضرب كل شيء منذ عقود من الزمن، ونطالبها اليوم بوسام أولمبي سوف نبقى نحلم به حتى عقود قادمة وليس تمنيات بطريقة مداعبة حبات ( المسبحة ) بشكل سنوات لا تزيد عن عدد أصابع اليدين , لأننا بصراحة نفتقد إلى صناعة البطل الحقيقي أولمبيا, وهي ليست مسؤولية الأولمبية وحدها، بل مسؤولية الجميع الذين صاروا مثل إخوة يوسف, ولا يعلم هؤلاء أن البئر التي رمي فيها يوسف هي بئر إلهية من صناعة الرب الذي له ملكوت السماء والأرض ومعها حكمة رب عليم, وليست مجرد أرض يباب عاجزة عن خلق رياضة حقيقية تتوافر فيها على الأقل الأخلاق، وليست فقط مقومات صنع الأبطال وصياغة قلائد البطولة في وطني .