نصف فرحة

الرياضة 2023/10/25
...

د عدنان لفتة
لم تكتمل فرحة الكرة العراقية في الجولة الثالثة لبطولتي آسيا للأندية، فصنع الزوراء سعادة غامرة في البصرة برباعية له بشباك النجمة اللبناني، بينما غمر الحزن مشجعي الصقور بخسارتهم في الدقائق المضافة من مباراتهم مع الاتحاد السعودي بهدف قاتل لعبد الرزاق حمد الله.

إرادة الفوز كانت حاضرة بقوة في أوساط الزوراء الغائب عن الانتصار في مباراتيه مع العربي الكويتي والرفاع البحريني. أداء رائع وصورة مليئة بالأمل جسدها اللاعبون الذين أزاحوا هما ثقيلا بالصورة التي رسموها، وتألق فيها الخبير حسام كاظم والمحترف كريستوفر والشاب حيدر عبد الكريم.

الجوية لعب من أجل التعادل منذ الوهلة الأولى لمباراته مع الاتحاد، وهو ما زاد الضغط السعودي عليه وسلم المباراة لمنافسه الأكثر هجوما وبحثا عن الفوز، وبرغم الأداء الجيد للجويين ووصولهم لمرمى الاتحاد إلا أنهم لم يملكوا ثقة الفوز، ولولا براعة الحارس محمد حميد للقي الفريق هزيمة قاسية من المحاولات التي هددت مرماه وردها حميد بكل الإجادة.

الزوراء أعاد الأمل إلى حظوظه وفرصه في التأهل في مجموعته التي يتصدرها الرفاع بسبع نقاط بعد فوزه على العربي بثلاثية، والجوية ما زال نابضا بالحيوية، ليس بعيدا عن الاتحاد المتصدر بست نقاط من مباراتين مقابل أربع نقاط زرقاء ومثلها لسباهان الإيراني الفائز على أجمك الأوزبكي.

النجاح يحسب للمدرب المصري حسام البدري الذي أجاد التعامل مع لاعبي الزوراء وتوظيفهم لمباراة النجمة، والأهم من الفوز أن يواصل الفريق حصد النقاط من مبارياته اللاحقة. الروح عادت للزوراء والكل يشيد بمحترفيه وما قدموه من عروض تؤكد استحقاقهم الثقة وتمثيل فريق كبير بحجم الزوراء يمثلون اليوم ركائزه الأساسية.

الجويون لم يتعاملوا بحنكة مع مباراة الاتحاد وبالغوا كثيرا بتحفظهم الدفاعي وتراجعهم، ولم يستثمروا أن الفريق السعودي لم يكن في يومه بغياب كريم بن زيما وغياب تأثير محترفيه.

الدروس مهمة لفريقي الزوراء والجوية ولابد من الحرص على نقاط جولة الإياب التي تنطلق في السادس من الشهر المقبل، باستضافة الجوية للاتحاد في أربيل وتوجه الزوراء للسعودية لملاقاة النجمة مجددا .

الصراع محتدم في المجموعتين والمنافسة ثلاثية، الجوية يسابق الاتحاد وسباهان، والزوراء في مجابهة حادة مع الرفاع البحريني والعربي الكويتي.

لابد من أن نثق بأنفسنا ولا نشعر بأننا أقل من الآخرين مهما كانت نجوميتهم أو ازدحام صفوفهم بالأسماء الكبيرة، ولا نفكر بنقاط الآخرين وصعوبة اللحاق بهم، فالكرة عطاء وتنافس حتى الرمق الأخير، والشعور باليأس والاستسلام سيؤثر سلبا في روحية الفريق أفرادا ومجموعة. جولة الذهاب انتهت بأربع نقاط لكل من ممثلي العراق وما زالت هناك تسع نقاط تحت الأنظار من الضرورة القبض عليها للاقتراب من التأهل غير المستحيل على الفريقين، وبمقدور المدربين واللاعبين إنجاز المهمة وإبراز كرتنا بكل الوسائل الممكنة، وهو أمر لن يكون عسيرا مع الإرادة الصلبة والثقة العالية وقبول التحديات بشجاعة للوصول إلى القمة الآسيوية.