على وقع مجازر غزّة.. ماكرون في تلّ أبيب للتضامن مع إسرائيل

قضايا عربية ودولية 2023/10/25
...

 القدس المحتلة: وكالات

 طهران: محمد صالح صدقيان


بينما يواصل الكيان الصهيوني غاراته وقصفه وارتكاب مجازره بحقِّ الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزّة، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تل أبيب أمس الثلاثاء، للتضامن مع (إسرائيل) بعد الهجمات التي شنّتها المقاومة الفلسطينية على بلدات بغلاف غزة، داعياً لإنشاء ما أسماه بـ»تحالف عالمي لمواجهة المخاطر الإرهابية»، كما وجَّه ماكرون رسائل تحذيرية لإيران وأطراف المقاومة الأخرى بعدم التدخل في الصراع الدائر.

وفي مؤتمر صحفي عقده مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حذّر ماكرون إيران وحلفاءها من «المجازفة بفتح جبهات جديدة»، داعياً ما أسماه بـ”التحالف المناهض لتنظيم داعش” إلى “محاربة حماس أيضاً”، كما أبدى الرئيس الفرنسي دعمه المطلق للدولة العبرية في مواجهة ما وصفه بالتطرف والإرهاب.

والتقى ماكرون الذي وصل إلى تل أبيب أمس الثلاثاء، رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ وزعيمي المعارضة بيني غانتس ويائير لبيد في القدس المحتلة، كما التقى في تل أبيب عائلات القتلى والأسرى خلال هجوم المقاومة الفلسطينية ممن يحملون الجنسيتين الفرنسية و”الإسرائيلية”.

وقال قصر الإليزيه في بيان سابق: إنَّ ماكرون سيسعى “إلى مواصلة التعبئة لتجنب تصعيد خطير في المنطقة”، خاصة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، كما سيدعو لإطلاق عملية سلام تضمن إقامة دولة فلسطينية مقابل التزام دول المنطقة بأمن إسرائيل.

وأشار الإليزيه، إلى أنَّ ماكرون قد يجري محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة الخليج بشأن إحياء عملية السلام.

وأعلنت فرنسا في 13 تشرين الأول الجاري حظر التظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء البلاد، لكنها تراجعت عن القرار بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل عندما قصفت المستشفى المعمداني في غزة، مما أدى لاستشهاد نحو 500 شخص وجرح مئات آخرين.

إلى ذلك، شهدت الساعات الماضية تطورات دامية في قطاع غزة، إذ سقط نحو 140 شهيداً بينهم أطفال ونساء بالإضافة إلى عشرات الجرحى، في قصف صهيوني مستمر على القطاع المحاصر.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأنَّ القصف استهدف أيضاً عدداً من المنازل في مخيم خان يونس، ومنطقة القرارة، وفي رفح جنوبي القطاع، وفي جباليا البلد شمالي غزة، وبجوار مستشفى شهداء الأقصى، وفي مخيم البريج وسط القطاع.

وقد أسفر القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة حتى أمس الثلاثاء، عن استشهاد نحو 5780 فلسطينياً، منهم أكثر من 2500 طفل، فضلاً عن إصابة أكثر من 15 ألفاً.

وأظهرت صور مشاهد الظلام تزامناً مع وصول عشرات الجرحى إلى المستشفيات في غزة إثر انقطاع الكهرباء، بعد غارات عنيفة نفذها الجيش الصهيوني على عدة مناطق.

من ناحية أخرى، قالت مصادر خبرية، إنه تم الكشف عن وجود خبراء عسكريين وقادة كبار من المارينز في “إسرائيل” ممن لهم خبرة في الحرب في الموصل والفلوجة بالعراق خلال فترة الاحتلال، وأشارت إلى أنَّ هؤلاء الخبراء والقادة العسكريين يتولون حالياً إسداء النصح والمشورة للقوات الصهيونية قبل بدء الحرب البرية التي تخطط لها في غزة.

في سياق متصل، عدَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ما يحدث في غزة “جرائم رهيبة” ضد النساء والأطفال الأبرياء العزل، تتم بغطاء مباشر ورسمي من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وقال رئيسي، خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إنَّ التدخل الأجنبي في المنطقة يزيد الأزمات ويفاقم المشكلات، معرباً عن أمله أن تؤدي نتائج اجتماع طهران إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة وحل الخلافات بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا.

في حين كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن تلقي طهران رسالتين من واشنطن بأنها لا تنوي توسيع دائرة الحرب، وتطالب طهران بضبط النفس.

وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي بطهران، إنَّ بلاده لا تسعى لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة، لكن مواصلة قتل النساء والأطفال ستؤدي إلى نفاد صبر قوات المقاومة وشعوب المنطقة، وأكد أنَّ بلاده تعتقد أنَّ المقاومة حق مشروع للفلسطينيين، وتعد “الكيان الصهيوني كياناً محتلاً، ويحق لأي شعب أن يواجه الاحتلال عبر المقاومة المسلحة للوصول إلى حقوقه، وهو ما يتماشى مع القوانين الدولية”.

في الأثناء، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، إنَّ 600 ألف من مواطني الولايات المتحدة الذين يعيشون في “إسرائيل” ولبنان يشكلون مصدر قلق لهم، وذكرت، أنَّ عملية إجلاء هؤلاء تمثل أسوأ سيناريو على خلفية الحرب “الإسرائيلية” على غزة.

وأفادت الصحيفة بأنَّ إدارة بايدن تستعد لإمكانية “أن يكون مئات الآلاف من الأميركيين بحاجة لإجلاء من الشرق الأوسط في حال عدم احتواء سفك الدماء في غزة”، وفقاً لما قاله 4 مسؤولين مطلعين على خطط الطوارئ الخاصة بالحكومة الأميركية.

ويأتي هذا الأمر الذي وصفته الصحيفة بـ”المرعب”، في وقت تستعد “إسرائيل”، بمساعدة أسلحة وخبراء أميركيين، لما يعتقد على نطاق واسع أنه هجوم بري على “حماس” تحفه المخاطر، رداً على هجوم الحركة المذهل الذي اخترق الحدود في 7 تشرين الأول الجاري.

ويوجد 600 ألف مواطن أميركي في “إسرائيل” ونحو 86 ألفاً يعتقد أنهم كانوا موجودين في لبنان عندما هاجمت “حماس” الدولة العبرية، وفقاً لتقديرات وزارة الخارجية الأميركية.