علي حنون

من المؤمل أن ينطلق قطار دوري (نجوم العراق) لكرة القدم من محطة اليوم "الخميس" مُحملا ليس فقط برؤى القائمين على المسابقة في أن تأتي هذه الرحلة الجديدة بكل تفاصيلها مُزدانة بفواصل التوفيق والفلاح، وإنما في أن يحمل في عرباته أيضا تطلعات المتابعين والمراقبين وحتى الجماهير لأن تكون المسابقة بنسختها المُغايرة جديدة حقا، مع أن الجميع يتفق على أن الأحلام لا ينبغي أن تذهب بنا بعيدا، على اعتبار أنها تجربة تضع قدمها الأولى على عتبة التغيير نحو الأفضل..وكما نعي أننا سنجد بعض الهفوات ترافق الأداء في كل مفاصل العطاء، فإننا ندرك - في ذات الوقت - أن الجميع سيسعى، كل من موقعه، سواء كان مسؤولا أو يعمل في مفصل داعم آخر، من أجل أن تكون له بصمة تُسهم في إصابة المسابقة للنجاح حتى لو تحقق الفلاح في أقل درجاته.
الجميل في أمر القفز على الواقع المرير، هو الوقوف عند ضفة التطلعات، التي ستقودنا حتما ومع الإصرار على النجاح إلى مديات كنا نحلم في بلوغ شواطئها، وسنكون شهود عيان على ولادة واقع يتحقق فيه من أحلامنا ما يُنذر بجديد مطلوب، ولكن ذلك لن نشهده إلا من خلال تعاضدنا وعملنا جميعا بروحية الفريق الواحد وابتعادنا عن النظر إلى الأمر من نافذة المصالح والغايات الشخصية والخاصة، سواء التي تتعلق بالأشخاص أو تلك التي تعني الكيانات الرياضية..بقينا طوال أعوام مضت ننظر بإعجاب إلى تجارب الآخرين وخاصة للتحولات الإيجابية الكبيرة التي شهدتها المسابقات في دول شقيقة وصديقة تُجاورنا، ووجدنا ما تحقق لها من نهضة قفزت بالمستوى الفني للعبة عاليا، وكذلك خلقت عديد الفرص الاستثمارية في مجال دعم وتسويق كرة القدم ومتعلقاتها بعدما توفر من المال الكثير، والذي هو من أول أسباب النجاح وديمومته.
وبلا ريب، لسنا وحدنا من يُؤمن بأن النجاح في أول تجربة، لن يأخذنا إلى حدود التطلعات، بل حتى المسؤولون على الأمر كانوا واقعيين في تعاطيهم مع الحدث المرتقب، إذ إنهم ومع عملهم واجتهادهم من أجل التغيير والنهوض بواقع اللعبة وإيجاد فضاء مميز لعطائها، لكنهم يقفون على يقين أنه ومع تفاصيل واقعنا سواء العام أو الخاص، الذي يتعلق بمنظومة كرة القدم، قد تظهر لنا حواجز ليس من اليسير القفز عليها، كما أنهم يدركون أن الحلم في نسخته الأولى هو انعكاس لرؤية تجريبية، ولن يُصيب أغلب أهداف هذه الرحلة، لذلك صار التغيير من دوري المحترفين إلى مسابقة نجوم الدوري العراقي، وهذه برأينا خطوة تُحسب لهم، ذلك أنهم واصلوا الإصرار للسير على طريق الأفضل، لكنهم تعاملوا بواقعية العارف العالم بمشاكل الأندية.
عموما، علينا أن نساعد بإخلاص نسخة هذا الموسم بشكلها المتفق عليه، وأن نشد على أيدي المتصدين للمسابقة ونُعينهم كصحافة وإعلام، للقفز على الحواجز من أجل أن تُصيب سهام النجاح رحلة المسابقة في النسخة الجديدة، وكذلك تعضيد الرغبة العامة، ونُمهد السبيل لرؤية موسم المحترفين في النسخة القادمة، وهي تطلعات تعترينا جميعا، وسنعمل من أجلها بمهنية ومسؤولية، لأنها تُمثل طموحات عامة من شأنها قيادة كرتنا إلى المستويات الفنية التي تستحقها.