بغداد: إحسان المرسومي

بعد مخاض عسير وشد وجذب وشكوك وتفاؤل، تنطلق اليوم الخميس في ملاعب بغداد وعدد من المحافظات منافسات الدور الأول من  النسخة الأولى لدوري المحترفين ( دوري نجوم العراق ) بمشاركة 20 نادياً ، ويلعب كل فريق  38 مباراة موزعة بواقع 19 مباراة في كل مرحلة ، بينما لاتتعدى الفترة الفاصلة بين مباراة وأخرى أربعة أيام ، وصولاً إلى آخر جولة التي ستلعب في الخامس من تموز من العام 2024 .

دوري نجوم العراق
 شكل هذا المشروع تحدياً كبيراً بين مناصريه من جهة اتحاد الكرة ويقف على رأسه الكابتن عدنان درجال وبدعم حكومي منقطع النظير وبين بعض الأندية التي انتقدت التأخر بتوقيت انطلاقه وبعض الشروط الواجب توفرها بالأندية حتى تتمكن من الحصول على الرخصة الآسيوية التي تتيح لها المشاركة، وبالرغم من الكم الهائل من الشروط الواجب توفرها بالأندية بغية مشاركتها إلا أن الاتحاد وبالتعاون مع الشريك الرئيس القائم والمشرف على عمل جميع اللجان الخاصة بدوري المحترفين ( رابطة لاليغا الإسبانية ) ، سعى وعمل على تقليص سقف مطالبه بما يتلاءم مع وضع الأندية العراقية التي يشكل لها المال والبنى التحتية تحدياً كبيراً في هذا الوقت .

البداية .. من أين ؟
أحد أهم مفاصل البرنامج الانتخابي لرئيس الاتحاد الحالي عدنان درجال ، هو تطوير الكرة العراقية من خلال الارتقاء بدوري الكرة من منافسات محلية لاتسمن ولاتغني  من تطوير منتخباتنا الوطنية ، إلى دوري للمحترفين منظم على أعلى المستويات ، فجاء اختيار رابطة اللاليغا الإسبانية  لما لها من خبرة طويلة  للإشراف والمتابعة وتطوير واقعنا الكروي ومن بينها الاهتمام بالفئات العمرية ، وبعد زيارات عدة للعاصمة مدريد وضع درجال عرَّاب دوري المحترفين الخطوط العريضة لاتفاقٍ أبرمه مع رئيس دوري المحترفين الإسباني تيباس ، من أجل المضي قدماً لتطوير اللعبة في العراق ، بعد حصول درجال على الضوء الأخضر من الحكومة العراقية لرعاية وتنفيذ هذا المشروع الحيوي والستراتيجي وقد تواجد دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال حفل توقيع العقد بين اتحاد الكرة ورئيس اللاليغا الإسباني تيباس ، ومن هنا بدأ العمل الفعلي لوضع الخطوط العريضة للنهوض بالكرة العراقية عبر الانتقال إلى دوري المحترفين بشروط خاصة تتوافق مع الظروف العراقية ، وفي سبيل تكملة سلسلة نجاح هذا المشروع الحيوي تمت تسمية عدد من الشخصيات الرياضية الإسبانية للعمل في العراق كل حسب تخصصه مع دراسة الواقع الرياضي للأندية والبنى التحتية والملاعب ومكملات دوري المحترفين ومن بينها تهيئة منظومة الفار في جميع الملاعب .

احتفالية دوري النجوم
البرنامج الخاص بدوري نجوم العراق ، الذي تم الكشف والإعلان عن أدواره مطلع الأسبوع الحالي ، لايختلف كثيراً عن البرنامج المتبع في ترتيب دوريات الدول الخمس المتقدمة في كرة القدم ، وهي إسبانيا وإنكلترا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا ، هذا ما أكده المتحدث باسم اللاليغا الإسبانية خلال الاحتفالية التي أقامها اتحاد الكرة بمقره بتواجد شخصيات حكومية مهمة يقف في مقدمتها ممثلو رئيس الوزراء لشؤون الرياضة خالد كبيان  وإياد بنيان  فضلاً عن ممثلي الأندية وعدد من اللاعبين القدامى ورجال الإعلام والصحافة ، وتطرقت الشخصية الإسبانية التي تحدث عبر تقنية الأون لاين عن الآلية المستخدمة والبرنامج الخاص بالمشروع عبر نقاط مختصرة وموجزة لاقت استحسان الحاضرين .

تحديات عديدة
توقع البعض تلكؤ مشروع الكابتن عدنان درجال الخاص بالانتقال من الدوري المحلي إلى المحترفين ، ومنهم من كانت طروحاته وتعليلاته لهذا التعثر تدخل في خانة الحرص وتعليقاته ومداخلاته في بعض البرامج من أجل النصح وإبداء المساعدة ، بينما سعى البعض بدواعٍ شخصية إلى تحطيم هذا الحلم عبر النقد اللاذع لمشروع درجال، متناسين أن أي مشروع إصلاحي لابد أن يواجه صعوبات بالبداية ، وأن مايطالبون به أشبه بالمستحيل مثل البنى التحتية للأندية من ملاعب ومخالصات الأندية وعقودها السابقة مع اللاعبين ، فضلاً عن تساؤلهم عن الدعم المالي وتعهدات الحكومة بتوفير الأموال للأندية لاسيما في المواسم الأولى ، لحين الاعتماد على نفسها عن طريق وضع خطط طموحة بالاستثمار الناجح واستقطاب إدارات محترفة ، تعرف كيف تعمل وتنجح وترتقي ؟ .

انتقادات لاذعة ؟
لم تخلُ احتفالية قرعة دوري نجوم العراق من انتقادات لاذعة ، لدواعٍ متعددة ، ومن بينهم مدربو عدد من الأندية الذين انتقدوا التوقيت بين مباراة وأخرى الذي لايتجاوز أكثر من أربعة أيام متسائلين عن الوقت المطلوب من أجل تنقل الأندية من المناطق الشمالية إلى الجنوبية لتتمكن من خوض مباراة ضمن الدوري ؟ ، كذلك انتقد آخرون آلية تسمية النادي المشارك في دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد والأندية العربية بإقامة منافسات ( البلاي أوف للفرق الخمسة الأولى ) ، بحجة ضيق الوقت كونها ضوابط لايتم العمل بها ضمن دوري محترفي الدول الخمس ، وذهب لفيف آخر إلى تشخيص غياب فترة الاستراحة للأندية ما بين مرحلتي الدوري ، وأمام هذا الكم الهائل من التساؤلات خرج الكابتن درجال عن صمته ، قائلاً :» لدينا قناعة تامة بأن هناك بعض الأخطاء ستطفو على السطح وهذا أمر طبيعي كونها التجربة الأولى التي تقام في العراق والمطلوب من الجميع التكاتف لأجل إنجاحها والمضي في هذا المشروع الستراتيجي الكبير الذي سيعود بالفائدة على الكرة العراقية ، لافتاً إلى أنه تم» منح موافقات المشاركة للأندية بحسب التراخيص الآسيوية ، فيما سيتم في الموسم المقبل  ترخيص الأندية بحسب ضوابط الاليغا الإسبانية « .

جاهزية الملاعب
لعل واحداً من أهم أسباب تأجيل انطلاق دوري نجوم العراق  ، عدم تأهيل الملاعب ، وهذا يعني خروج أكثر من ملعب لاسيما في المحافظة بغداد عن الخدمة كملعبي الشعب والمدينة ، فيما تم التعويض بملعب الكوت الذي أصبح خياراً لفرق القوة الجوية وكربلاء والقاسم، فيما يحتضن ملعب الزوراء مباريات صاحب الأرض والكهرباء وحتى الشرطة ، ويستقبل ملعب الأمانة مباريات صاحب الأرض والنفط، وملعب ( الساحر أحمد راضي ) في الكرخ مباريات الكرخ والحدود ، فيما يتبادل فريقا الطلبة والشرطة خلال أدوار المسابقة في ملعب الزوراء لحين الانتهاء من إنجاز أعمال التأهيل في هذين الملعبين ، وتعد فرق الشمال الأكثر استقراراً في مسألة تأهيل ملاعبها في الوقت المناسب وهي ملاعب دهوك وأربيل وزاخو ونوروز، فيما اختار النجف ونفط الوسط ملعب النجف .