كاظم الطائي
لم نتأخر كثيرا عن استخدام تقنية الفار في ملاعبنا الكروية، ولاسيما بعد إعلان اتحاد الكرة تطبيق هذه الخاصية في الموسم الحالي الذي أطلق عليه دوري نجوم العراق، مع أن العديد من ملاعب الأندية لم تتفاعل مع تلك الخطوات واكتفت بتجهيز العشب الطبيعي ومحيط صروحها وغير ذلك من تفاصيل.
تقنية (فار) وهي الأحرف الأولى لتقنية حكم الفيديو المساعد، استخدمت أول مرة رسميا في كأس القارات في العام 2017 وفي تاريخ قريب منه تعامل الدوري الألماني والإيطالي مع هذه التقنية، وبعد عام منه طبق الدوري الإسباني تلك الخاصية.
وقبل ذلك وتحديدا في موسم 2012 / 2013 تم تجريبها في الدوري الهولندي، وتعامل بها الأميركان في العام 2016 ولحق بهم الأستراليون في العام 2017 وأذعن لها الإنكليز في العام 2019.
وبذلك يكون الفارق مع تلك البلدان المتقدمة بدورياتها ومنتخباتها بعداد السنوات وليس العقود، وهذا ما يشفع لنا أن نستفيد من تجارب من سبقنا .
لقد كانت فرحة الجماهير الرياضية بمشاهدة ما ستفعله تقنية الفار في ملاعبنا أكثر من تفاعلها مع منافسات الجولة الأولى، وزاد أسفها أنها لم تجد هذه الخاصية حاضرة في أكثر من ملعب، منها في الكوت والكرخ.
غرفة صغيرة يتابع فيها 3 حكام معنيين بهذه التقنية أجهزة الفيديو التي تلتقط كل صغيرة وكبيرة من زوايا مختلفة من الملعب مما يدور في المباراة من لقطات، وإعادة ما يثير الشك والخلاف والتوجس لتعين الحكام بمراجعة قراراتهم وعدم الانصياع لصافرتهم فقط التي قد تخطئ أو تصيب في مواقف عصيبة يكون القرار الحاسم فيها في غضون أجزاء الثانية.
حالات عديدة تم اللجوء فيها إلى تقنية الفار في الجولة الأولى من دوري نجوم العراق، كان بعضها بطيئا في اتخاذ القرار المناسب واستغرق نحو 5 دقائق في احتساب ركلة جزاء من عدمها، أو طرد لاعب، إلا أننا نجد المسوغات لحصول ذلك التأخير بأنها أول خطوات التنفيذ وسيكون الحال أفضل في مقبل اللقاءات بإذن الله.
كم من النتائج التي حصلت في بطولات كبرى ولقاءات مهمة وسببت إحراجا لأباطرة الملاعب، إثر اتخاذ قرارات ظالمة غيرت مسار المباريات ومنحت الفوز لخاسر واعترف بها أصحابها في سنوات لاحقة، ولكن بعد خراب البصرة كما يقول المثل الشائع.
حكام المباريات بشر وهم مطالبون بالجري لكيلومترات كثيرة في شوطي كل مباراة وإضافاتها، وعليهم رصد حركة 22 لاعبا داخل الساحة، وضبط إيقاع اللقاءات لمصطبة الاحتياط والتخاطب مع المساعدين في وقت يتعدى 90 دقيقة، وبنظرة ثاقبة بعيون صقر وسرعة غزال ووثبة أسد وقرار حكيم .
استهجان عدد من الجماهير لقرارات الحكام ونعتهم بصفات باتت رائجة، ربما سينتقل إلى غيرهم من أهل المهنة المعنيين بتقنية الفار تباعا، وقد نستمع إلى أهازيج وهتافات تبحث عن كبش فداء جديد قد يكون هذه المرة أجهزة الفيديو المساعدة للحكام بإصدار قرارات مثيرة للجدل، أليس كذلك؟.