جوزيبي تارناتوري: أحبُّ هذا الفيلم وأتمنى أن يتذكرني الجمهور به

ثقافة 2023/10/30
...

 ترجمة: نجاح الجبيلي

فاز فيلم {سينما براديسو} للمخرج جوزيبي تورناتور بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 1989 بعد أن سجل أرقاماً قياسية في شباك التذاكر في عام عرضه 1988 في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، كانت رحلة الفيلم صعبة في طريقها إلى المجد، حيث اضطر الكاتب/المخرج البالغ من العمر 32 عاماً آنذاك إلى قطع ما يقرب  30 دقيقة من وقت عرضه الأصلي بعد أن واجه انتقادات لاذعة ولامبالاة في شباك التذاكر عند إصداره الأصلي في إيطاليا إنها استعارة مناسبة لفيلم أصبح قصة كلاسيكية عن القدر والصمود والمصير.
تدور أحداث الفيلم في صقلية بدءاً من السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية مباشرة وحتى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وتحيط بها ذكريات الماضي الحديثة لمخرج سينمائي مشهور (الممثل الفرنسي جاك بيرين) يعود إلى بلدته في صقلية لأول مرة منذ 30 عاماً.
البطل (والشخصية التي تمثل المخرج ) هو توتو الصبي الصغير، الذي يجد نفسه مهووساً بالأفلام وكيفية عرضها،  ويشمله مشغّل الأفلام ألفريدو (فيليب نواريه) طيب القلب برعايته.
إن القليل من الأفلام في التاريخ عبرت بهذه البساطة والشاعرية عما يعنيه وجود علاقة شغف مع الأفلام.
حاز الفيلم على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي والجائزة الكبرى في مهرجان كان بالإضافة إلى فوزه بخمس جوائز في البافتا كأفضل ممثل وممثل مساعد وسيناريو أصلي وفيلم أجنبي.
في الذكرى الخامسة والعشرين لعرضه (1988)، جرى تكريم فيلم "سينما براديسو" بعرض احتفالي لنسخة مرممة، برعاية "دولتشا غابانا" في المسرح المصري الأسطوري في هوليوود، بحضور مخرجه تورناتوري.
 انتهز الصحفي أليكس سايمون هذه الفرصة وجلس مع تورناتوري  أثناء توقفه في بيفرلي هيلز لإلقاء نظرة على فيلمه الكلاسيكي والتأثير الذي يحمله حتى يومنا هذا.
ودار الحوار التالي بينهما:
*يجب أن أشكرك على هذا الفيلم. إنه واحد من الأفلام المفضلة لي على الإطلاق.
عندما كنت طفلاً، كنتُ مثل توتو.
وكلما سمعتُ موسيقى إنيو موريكوني في الفيلم، انخرط  في البكاء، مع أني لستُ من البكّائين.
جوزيبي تورناتوري: (يضحك) شكرًا لك.
كلمات مثل هذه مرضية جدا.
لنتحدث من البداية: كيف ولد فيلم "سينما باراديسو"؟
إنها قصة طويلة جداً يجب سردها، لذا سأحاول أن أوجزها.
خطرتْ لي الفكرة الأولية في خريف عام 1977.
لقد شاركتُ في دور السينما في قريتي كمشغل أفلام.
وفي ذلك الخريف، أغلقوا أحد أقدم المسارح التي يعود تاريخها إلى أوائل الثلاثينيات.
قرر المالك بيع المبنى وكان عليهم إزالة جميع الأثاث وتنظيف المبنى وتجريده بشكل أساسي.
وطلب مني أن آخذ أي شيء أريده. لذلك أمضيت ثلاثة أو أربعة أيام هناك، أساعد في تنظيفه... كان قذراً وعفناً تماماً، وكان الجو بأكمله حزيناً للغاية.
لقد خطر لي أن أوظف هذا الجو وأضعه في قصة. على مدى السنوات العشر التالية، كنت أقوم بتدوين الملاحظات عندما تأتيني الأفكار.
لقد أجريتُ مقابلات مع العديد من خبراء مشغلي الأفلام القدامى في المدينة من أجل قصصهم، ثم كتبت السيناريو.
اعتقدتُ دائماً أنه شيء سأقوم به بعد أن صنعتُ اسماً لنفسي، ربما في فيلمي الخامس أو السادس.
بعد أن انتهيت من فيلمي الأول، قال لي منتجي: "أليس لديك مشروع شغوف به؟
شيء تموت من أجل صنعه؟" وأخبرته القصة الكاملة لسينما باراديسو هناك لقد تأثر كثيراً لدرجة أنني قررت أن أجعله فيلمي الثاني..
في ما يتعلق بوقوعك في حب السينما، هل كان هناك فيلم أو سلسلة من الأفلام أثرت فيك؟
لقد كنت محظوظاً بما فيه الكفاية لأنني نشأت في إيطاليا خلال الستينيات والسبعينيات، وشاهدتُ مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأفلام، بعضها روائع، وبعضها جيد، وبعضها رديء، وكانت جميعها بمثابة تعليم لي.
من سن السابعة إلى السادسة والعشرين، كنت أشاهد فيلماً واحداً على الأقل يومياً في صالة العرض.
كان ذلك هو الوقت الذي كان بإمكانك فيه مشاهدة فيلم جديد لمُعلّم مثل فيليني، أو فيلم رعب أو جريمة لمخرج مثل داريو أرجينتو، أو فيلم تجاري من الدرجة الثانية، لكنني تعلمت شيئاً منها
جميعاً.
هذا ما أقوله للشباب الذين يقولون إنهم يريدون صناعة الأفلام: "شاهدوا كل شيء!"
إذا شاهدتم فقط نوع الأفلام التي تعتقدون أنها ستعجبكم، فإن إحساسكم سيكون محدوداً للغاية.