جعفر لبجة

كتاب صدر من تأليف طه الربيعي وإبراهيم العامري وهو من منشورات مكتبة الحكمة في كربلاء تناول عددا من شعراء كربلاء قدم لهذا الكتاب الاستاذ "محمد لي هدو" حيث قال : إذا كان الاصمعي وأبو عمر بن العلاء وخلف الاحمر قد رحلوا إلى الصحراء ليسمعوا من الأعراب السياقات الفصيحة للغة العربية فأن عددا من الشعراء الشعبيين قد ذهبوا إلى موطن الريف الجنوبي في أهوار الناصرية والعمارة ليشاركوهم في مجالسهم ودواوينهم ليسجلوا كل شاردة وواردة ومن أبرز هؤلاء "مظفر النواب وغازي ثجيل وداود الرحماني".

إن ابن المدينة وشاعرها لا يمكن أن يصوغ مثل هذه الكلمات وممن تناولهم الاستاذ البارع "طه الربيعي" والشاعر الشعبي الحسيني "كاظم منظور" في أبوذيته التالية التي يجاري فيها الشعر الفصيح الذي يقول "وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع" حوله إلى أبو ذية قال فيها : (عله دربك لمد النظر واحد – وحورب ونه إيظهر اهواك واحد) (المليح انجان يأتي بذنب واحد – الف شافع معانيه البهيه) وممن ذكرهم الاستاذ طه الربيعي الشاعر عبد الامير ترجمان الذي لقب بالترجمان كونه والده "مرزه علي" كان يجيد النظم بالعربيّة والفارسيَّة والتركية. 

ومن قصائده (قصيدة عصر الذرة) يقول فيها "هالصعر من طاقة الذرة – إمشوشه الفكره- هل اختراع وهل العلم – نفعه أو ضره إمشوش الفكره العالم بأسره ينعدم – لا اسم يبقه لا رسم النور يتبدل بظلمه كل الدول ظلت حيارى".

لقد قام الاستاذ طه الربيعي خدمة جليلة لكربلاء ولشعرائها الافذاذ بتقديمه هذا الكتاب الذي تناول مايقرب من تسعين شاعراً من أهالي كربلاء موثقاً فيه سيرهم وأماكن ولادتهم ووفياتهم وما قدموه من فكر وشعر أرخ فيه واقع المجتمع الكربلائي ومستوى تفكيره.

وحين نذكر الشعراء الشعبيين لابد لنا من أن نذكر الشاعر جواد السماوتلي الكربلائي المولود في ريف الهندية الذي تأثر بالبيئة الريفية التي عاش بها والتي صقلت مواهبه. 

وهو شاعر ذو خيال واسع يرتجل الشعر عندما تدعوه الضرورة ولقد نظم في معظم أغراض الشعر.

كالمديح والرثاء والاخوانيات والمساجلات وكتب بعض الفنون الشعرية كالابوذية والهوسة وغيرها.