جنوب لبنان إلى مزيد من التسخين.. وتل أبيب تترقب

قضايا عربية ودولية 2023/10/31
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


مزيد من التسخين يشهده جنوب لبنان تزامناً مع الإعلان عن كلمة متلفزة مرتقبة لأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر يوم الجمعة المقبل، وهي الإطلالة الأولى له بعد احتجاب إعلامي منذ اشتعال الحرب الطاحنة في غزة وارتداداتها على جنوب لبنان، بينما أكد رئيس "التيار الوطني" الحر أنه "مع تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة، ولكن نحن منخرطون بسبب موقعنا".

ويسعى الجميع إلى إبقاء التطورات في جنوب لبنان ضمن السقف الحالي بحيث لا تمتد لنزاع عسكري مفتوح بين "حزب الله" والجيش الصهيوني، وقد ألقى الإعلان عن إطلالة السيد نصر الله المنتظرة يوم الجمعة المقبل بظلال التكهنات على بوصلة مسار الحدث الساخن بين الحزب والدولة العبرية، وعلى وقع هذه التكهنات وطبول الحرب التي باتت تقرع أبواب المنطقة، يحبس اللبنانيون أنفاسهم، وهم بين إحساسهم المحزن بمشاطرة فلسطينيي غزة أوجاعهم، وهم يتعرضون لعدوان إبادة غاشم، والتمني لعمل شيء للتأثير في آلة الدمار الصهيونية لوقف المجازر المستمرة، وبين الحرص على عدم تدحرج الأمور في جبهة لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة وصولاً  للانخراط في أتون حربٍ تفاقم أزمات لبنان العاصفة منذ عام 2019.

ميدانياً، يشهد جنوب لبنان المزيد من عمليات القصف والاستهداف المتبادل، فقد استهدف الجيش الصهيوني الحرج المحيط بموقع الراهب التابع للكيان عند حدود بلدة عيتا الشعب بـ12 قذيفة بينها قذائف فوسفورية، اثنتان سقطتا داخل الأراضي المحتلة، وقد شن الطيران الحربي المعادي غارة جوية فجر أمس الاثنين على منطقة اللبونة جنوبي الناقورة، في حين أفادت وسائل إعلام عبرية بأن "انفجاراً ضخماً هز مدينة حيفا وسط الكيان الصهيوني فجر أمس الاثنين"، ورجحت وسائل إعلام أن "سبب الانفجار ناتج عن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان عن طريق البحر كانت تحاول استهداف الميناء في حيفا". 

"حزب الله"، من جهته أعلن استشهاد عنصر آخر بين صفوفه جراء العمليات العسكرية، وجاء في بيان الحزب: "بمزيد من الفخر والاعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد منير يوسف عاشور (أبو زينب) من بلدة شقرا في جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيداً على طريق 

القدس".

هذا وينتظر المراقبون داخل وخارج لبنان كلمة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، عصر يوم الجمعة المقبل، خلال "الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس دفاعاً عن غزة والشعب الفلسطيني والمقدسات"، وجاء هذا الإعلان ليضع حداً للتكهنات والتساؤلات التي فرضها غياب نصر الله عن المشهد الإعلامي بإطلالة متوقعة، إذ انطلقت التحليلات عن مسار حركة "حزب الله" المقبلة بعد كلمة السيد نصر الله والمديات التي ستصل إليها المواجهة بين الحزب وجيش الاحتلال، وهل ستبقى ضمن خط قواعد الاشتباك أو تتطور إلى مديات أكثر خطورة، وسط ضغط خارجي مكثف بضرورة تحييد لبنان عن "مخاطر 

الحرب".

رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، أشار في تصريح، إلى أنه "مع تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة، ولكن بالأمر الواقع نحن منخرطون بسبب موقعنا، وأميركا لا تريد توسيع الحرب وحزب الله وإيران لا يُريدون توسيع الحرب، وحتى اليوم العملية مضبوطة وضمن قواعد الاشتباك". 

وشدد على أن "الكيان الصهيوني لم يكن يوماً بحاجة إلى عذر ليعتدي علينا، و7 تشرين الأول سيفرض معادلة جديدة والخسارة سجلت على الكيان"، وأضاف باسيل أن "مصلحة تل أبيب أن لا تتوسع الحرب بسبب مرفأ حيفا، ومن واجباتنا كموقف وطني جامع أن لا ينزلق لبنان للحرب، ولكن في حال فُرضت علينا فسنواجه لأن خسارة لبنان أمام الكيان الصهيوني هو استعباد له"، ولفت إلى أن "مزارع شبعا أرض لبنانية محتلة أكد حزب الله بعملياته فيها حق لبنان باسترجاع أرضه، وسقط له شهداء وهو يلتزم بقواعد الاشتباك".